تلك الكلمات التي قالها عبدالله بيّاسي لعناصر الدفاع المدني في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
” عبدالله ” .. طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، أجبرت مجازر قوات النظام عام 2012 عائلة عبدالله للنزوح من قرية البيضا في بانياس إلى ريف حلب الغربي، بقي شبح الموت يلاحق عبدالله وأهله، فاستهدفهم النظام السوري بقذائف محملة بمادة الفوسفور الحارقة المحرم دولياً عام 2019، ما سبب وفاة أبيه وإخوته الأربعة وأصيب هو و والدته بحروق خطيرة، سببت إصابة عبد الله إعاقة شبه تامّة في يديه وتشوه في وجهه البريء، إضافةً إلى آثار نفسية يعيشها عبد الله محروماً من والده وإخوته، وهو أحوج ما يكون إليهم.
يعيش عبد الله مع والدته التي لم يبق له سواها، وحيدين في مدينة جسر الشغور، حيث تقول أم عبدالله المفجوعة بزوجها وأبنائها ” لم يعد للحياة أيّ طعم بعدهم، ولكن الأمل باقٍ ما دامت الابتسامة مزروعة على وجه عبدالله”، وتكمل أم عبدالله بحرقة يخفف الأمل من وطأتها ” أتمنى أن يتلقى ابني علاجاً يخلّصه من التشوه والإعاقة، ويعود كباقي الأطفال يزرعون الفرح أينما حلّوا ” .
يحفظ عبدالله القرآن في أحد مساجد المدينة، علّه يساعد نفسه على السكون من ذاكرة سوداء لطفل لا يعرف السواد، فيقول عن إصابته بكل حزن وأسى ” أنا ما كان فيني شي، بس طيارة النظام قصفتني أنا وأهلي، وصار فيني هيك، وأهلي ماتوا، بقيت أنا وأمي بس”، وعند لقاء عناصر الدفاع المدني في المدينة لعبدالله في اليوم الدولي لذوي الإعاقة قال لهم ” بدي أدرس وصير طبيب وعالج يلي تصاوبوا بقصف النظام متلي”.
لاقت كلمات عبد الله تفاعلاً كبيراً من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين أضافوا في تعليقاتهم صورة الطفلة زهراء، التي لم تتعدّ السابعة من عمرها، بابتسامتها البريئة، إحدى ضحايا قذائف الفوسفور المحرم دولياً من قبل الأسد على الأبرياء في ريف حلب، فهل يلقى الأسد جزاءه على ما اقترفته يداه بحق هؤلاء الأطفال ؟!
بقلم : محمد المعري