تحولت بحيرة ميدانكي بريف عفرين شمال حلب وجهة لكسب الرزق لكثير من الصيادين من أبناء المنطقة والمهجرين من بقية المدن الذين يقصدونها رغم مخاطرها على أمل الحصول على دخل يخفف عنهم معاناة المعيشة.
على مساحة ١٤ كم تخزن ١٩٠ مليون من الماء
تخزن بحيرة ميدانكي بريف عفرين ١٩٠ مليون متر مكعب من المياه، منذ العام ٢٠٠٠ خلف سد ١٧ نيسان لدعم زراعة المحاصيل والبساتين، وتعد أحد أهم المسطحات المائية لجانب نهر الفرات بريف المنطقة على مساحة ١٤ كم بعرض وسطي يبلغ واحد كيلو متر تقريباً.
يقصدها الصيادون لكسب العيش
تستقطب البحيرة – تبعد ٢ كم عن قرية ميدانكي ومحيط كفرجنة ١٥ كم شمال شرق عفرين- كل يوم من ساعات الصباح صيادي الأسماك، ويقول الصياد فوزي عبد الرحمن أبو محمد، أن الصيادين يقطعون مسافات من القرى والبلدات المحيطة ليبحثوا عن كسب لقمة العيش بخاصة بالآونة الأخيرة على وقع تفاقم الوضع المعيشي وانعدام مصدر للدخل.
تتنوع طريقة الصيد في البحيرة، من رمي شباك الصيد بمياه البحيرة من خلال قارب يبحر لداخلها، إلى الصيد بالصنارة وطريقة العلم العريض التي يستعيض عن الإبرة بنهاية الخيط بالشبك بطول مترين وعرض متر، كما يعتمد الصيادون على الصعق الكهربائي متحدين الغرق لصيد سمك البوري والكرسين والكرب، والمشط والسلور، لبيعها للتجار بالأسواق في عفرين بسعر ٢٠ ليرة بوري، ٢٥ ليرة كرسين، ٥٠ ليرة كرب.
طبيعة تضاريس البحيرة خطر يهدد المشاركين
يقول صلاح المصطفى أنه بسبب طبيعة البحيرة ووعورة تضاريسها الجبلية يواجه الصيادون خطر الموت والغرق بخاصة من لا يتقن السباحة مبينا أنه على مسافة ١٥ كم من طول البحيرة يوجد هناك منحدرات خطيرة وحفر عميقة في قعرها محاذية لضفافها واتجاهاتها والتي لا تتيح فرصة النجاة لعدم وجود شاطئ سلامة مع تفاوت عمق البحيرة الذي يصل أحيانا لأكثر من ٤٥ متر، ناهيك عن برودة مياهها ووحولة قيعانها الطينية التي تمنع الرؤية للذين يقبعون قربها.
غرق العشرات يقصدونها للسياحة
رغم مخاطرها باتت البحيرة بالسنوات الأخيرة أحد أهم مناطق الاصطياف والسياحة بسب ارتفاع كلف المسابح ومحدوديتها بالمحرر يقصدها الأهالي المهجرين من ريف حلب والغوطة وحمص ودرعا برفقة أطفالهم وعوائلهم لقضاء أوقات ممتعة، تتحول بغالب الأحيان لأحداث خطيرة . ورغم حملة التوعية التي أطلقها فريق الخوذ البيضاء صيف العام واللافتات التحذيرية التي تم نشرها بعدم الاقتراب من مياهها إلا أن حوادث الغرق لا تزال. وتمكن عناصر الفريق بحسب إحصائيات أواخر العام ٢٠٢١ من انتشال أكثر من ٢٠ حالة غرق وانقاذ أكثر من ١٥ حالة من ضمنها شاب في آب واسعافه للعلاج
محدودية الصيد
محمد خطاب نازح من قلعة المضيق بريف حماة الغربي يمارس منذ ٣٠ عاما هواية صيد الأسماك في مكان عيشه في سهل الغاب التي تشتهر ببحيراتها وكثرة مواردها السمكية قبل أن يضطر أواخر العام ٢٠١٩ لترك منزله في حملة النظام على المنطقة.
رغم تمسكه بالهواية الا أن المهنة باتت مكلفة حسب قوله بخاصة مع ارتفاع أسعار البنزين التي تدفعه لقطع مسافات على دراجته النارية حامل معه صنارة صيده للوصول لمقصده مع قلة مردود الصيد والشح بريف إدلب وحلب مقارنة بالصيد في شقة الألمان والعاصي قرب القلعة، مشيرا إلى أن المهنة تحولت مؤخرا لوسيلة للترويح عن ضجيج المخيمات.
واكتفى النازح عدنان في ريف عفرين بالجلوس بالبيت رغم ولعه بالصيد بسبب المحسوبيات وتوزيع القطاعات في مياه البحيرة لعناصر الفصائل، موضحا أنه باتت المهنة في مكان نزوحنا غير قادرة على توفير متطلبات المعيشة لأطفاله.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع – تقرير خبري – نضال بيطار