رجح خبراء اقتصاديون روس، أن تبلغ قيمة الخسائر التي ستتكبدها موسكو، نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليها، وهبوط أسعار النفط العالمية مؤخراً، في الفترة الزمنية ما بين 2014 – 2017، حوالي 600 مليار دولار أمريكي.
ونقلت صحيفة “فيدوموستي” (روسية يومية متخصصة في الشؤون الاقتصادية)، عن دراسة أعدها فريق من الخبراء الاقتصاديين الروس، بإشراف الخبيرين “إفسي غورفيتش” و”إيليا بريليبسكاي”، أن “العقوبات المفروضة على روسيا، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، على خلفية أنشطتها في أوكرانيا، ستكبد البلاد خسائر بمعدل نحو 170 مليار دولار أمريكي، فيما سيكلف تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية، البلاد خسائر بمعدل نحو 400 مليار دولار أمريكي”.
ولفتت الدراسة وفق وكالة الأناضول إلى أن “الميزانية الروسية، التي تعتمد اعتماداً كبيراً على عائدات تصدير النفط، فقدت أكثر من 50% من قيمتها منذ 2014، وذلك بسبب تراجع الأسعار في ظل وفرة عالمية في المعروض”، مشيرةً أن “العقوبات أثّرت سلبًا على تدفق رؤوس الأموال إلى البلاد، بغض النظر عن أسعار النفط، التي ساهم تراجعها في زيادة تأثيرها”.
وأضافت الدراسة، أن “تدفق رؤوس الأموال إلى البلاد، خلال الفترة الزمنية ذاتها، سيتراجع إلى 280 مليار دولار أمريكي، 85 مليار منها، سيخصص للاستثمار المباشر”، كما لفتت أن “النمو الاقتصادي الروسي سيسجل تراجعًا، خلال الفترة ذاتها، بنسبة 8.4%، أي بمعدل 2.1% سنويًا”.
يشار أن العقوبات الغربية على موسكو، منعت الشركات الروسية من التعامل مع المؤسسات المالية الغربية، وبالتالي منعت شركات الطاقة الروسية من استيراد المعدات النفطية الغربية ذات التكنولوجيا العالية، والتي تمكنها من الاستثمار في حقول نفط جديدة.
والجدير بالذكر أن الروبل الروسي هبط مؤخراً إلى مستويات تاريخية ، مقابل الدولار، الأمر الذي يغرق روسيا في أزمة اقتصادية خانقة، وسط تصاعد تكلفة العمليات العسكرية الروسية في سوريا يوماً بعد آخر، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الروسي انكماشاً بسبب العقوبات الدولية.
وبلغ الدولار 84.04 روبلاً في بورصة موسكو مؤخراً، ولم يسبق أن وصل إلى هذا المستوى منذ حذفت موسكو ثلاثة أصفار من عملتها في أوج الأزمة المالية الخطيرة العام 1998.
وكان رئيس “سبيربنك”، أكبر مصرف في روسيا، غيرمان غريف، قد توقع أن ينخفض سعر صرف العملة الروسية إلى 80 روبلاً للدولار الواحد في حال هبوط النفط إلى 25 دولاراً، لكن وتيرة تراجع الروبل تبدو أكبر من توقعاته.
يشار أيضاً أن مؤسسة البحوث الدولية (أي إتش إس)”، ومركزها العاصمة البريطانية لندن، أكدت أن تكلفة العمليات العسكرية لروسيا في سوريا للفترة بين الثلاثين من سبتمبر/أيلول والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تراوحت بين ثمانين و115 مليون دولاراً أميركياً، أي فقط خلال العشرين يوماً الأولى من إعلان العدوان الروسي ، ووفقاً لأرقام المؤسسة، فإن تكلفة الغارات الجوية لروسيا وحشدها العسكري في سوريا تبلغ بين 2.4 وأربعة ملايين دولار يومياً.
أورينت نت