في مثل هذا اليوم في الـ 8 من آذار/مارس، من كلّ عام يتوجّب على كلّ مدرسة وكلّ مؤسسة حكومية تعليمية كانت أو طبية أو حتى خاصّة بالزراعة والثروة الحيوانية أن تحتفل بذكرى ما يسميها النظام “ثورة الثامن من آذار” وتجديد العهد لرأس النّظام والدعاء له بطول العمر.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
تداولت صفحات في مناطق سيطرة النّظام مقاطع مصوّرة للاحتفالات والتغني بذكرى “الثامن من آذار” واستذكار كلمات وخطابات رأس النظام الأب عنها، وما حققته من شعارات رنانة وعناوين عريضة تجاوزت كلّ حدود الصدق والتصديق.
فها هو مجلس الشعب في حكومة النّظام يحتفل بها, مغمض عينيه عن الجوع والألم الذي يعيشه السوريون في بلد “الثامن من آذار”.
لا يغيب عن أذهان من عاشر النّظام السوري ودرس في مدارسه وخالط مؤسساته كيف يتمّ التحضير لهذه المناسبة من تزيين للمدارس والمؤسسات بأعلام النظام وصور رأس النّظام وأفراد عائلته من كبيرهم إلى صغيرهم.
يذكر أنّ ما يسميها النظام بـ “ثورة الثامن من آذار” هي انقلاب عسكري قام به عدد من الضبّاط البعثيين والناصريين والقوميين العرب والمستقلين وبعض الضباط المسرحين من الجيش آنذاك، عام 1963، ومن بينهم رأس النظام الأب “حافظ الأسد” الذي كان قد سرّح بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961 ونقل إلى مديرية النقل البحري في وزارة المواصلات.
استولى “البعثيون” على السلطة في البلاد وقاموا بتصفية شركائهم في الانقلاب، لتصبح دائرة الحكم محصورة بهم وحدهم، في دائرة ضيقة لا تتخطاهم إلى سواهم، وتبدأ بعدها معاناة السوريين مما ستؤول به الأمور بعد الانقلاب.
أُعيد بعد ذلك رأس النظام “الأب” إلى الجيش، بمساعدة مدير إدارة شؤون الضباط المقدم “صلاح جديد” وتمّت ترقيته من رتبة رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة، وتمّ تعيينه قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي، ومن ثمّ إدارة اللجنة العسكرية ووزارة الدفاع وحكم سوريا بعدها بعد أن تخلص من زملائه في الحزب والانقلاب إما بالسجن أو بالتصفية.
أذاق “الأسد الأب” الشعب السوري الويلات في سنوات حكمه بدءً بما يسمى “حرب تشرين التحريرية” إلى حرب الاستنزاف وحربه الضروس ضدّ الإخوان والتي لم تشمل الإخوان فحسب، بل توسّعت لتطحن رحاها بتوجيهاته كلّ مثقف وطالب جامعة مميز، ومن يرى فيه مستقبلاً جيداً في جيل الشباب آنذاك.
وسار “الأسد” الابن على نهج أبيه فقد قتل مئات الآلاف من الشعب السوري وهجّر الملايين واعتقال عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، دون أيّ سبب، في سبيل بقائه في حكم البلاد بقوة الحديد والنار، ضارباً كلّ شعارات ما تسمى بـ “الثامن من آذار” عن النضال ضد التبعية والاستغلال عرض الحائط، ومعلناً تبعيته الكاملة ورضوخه التام لإيران وروسيا مقابل كرسي الرئاسة، بحسب خبراء في الشأن السوري.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع