هذه قصة القهر التي تلاحق السوريين دون ملل أو كلل
“ام محمد” 44 عاماً، امرأة مهجرة إلى مخيمات إدلب، تتحدث لنا عن قصتها مع برد الشتاء والهجرة والفقر.
كانت “أم محمد” تتجه كل يوم إلى مكب نفايات بجانب المخيم الذي تقطن به، لكي تجمع بعض أكياس النايلون والورق لتبث بعض الدفء في خيمتها وهي أرملة وأم لأربع فتيات وطفل.
في إحدى الأيام جلبت أم محمد كيس لم تتأكد ماذا يوجد بداخله لتضعه في المدفأة، لتنفجر المدفأة بعد قليل، وتتسبب بكارثة لها ولعائلتها، فقد احترقت الخيمة واحترق المتاع، واحترقت أم محمد ودخلت شضيه في لثة ابنها الذي لم تستطع معالجته حتى الآن، كل ذلك بسبب الفقر والعوز قالت أم محمد لنا وهي لا تزال في فراش المرض: “لم أكن أعلم أنني سأصل إلى هذا الحال كل سكان المخيم يذهبون للمكب ليحضروا ما يدفئون به أطفالهم، وأنا امرأة زوجي توفي منذ سنوات، وأطفالي صغار، منذ حصلت معنا تلك المصيبة لم يقدم لي أحد أي مساعدة”.
أم محمد تجلس في فراش المرض منذ شهرين، نتيجة حروق في أماكن متنوعة من جسدها، تعتمد فقط على سلة إغاثة شهرية واحدة، تقتات عليها وعائلتها، ومنذ حصل الانفجار باتت محرومة هي وأطفالها فلا مدفأة بقي لها ولا يوجد شيء يشعلها.
قالت لنا: “إن الفقر هو ما جلب لنا المصيبة لم أعد أجرؤ على الجلوس بجانب مدفأة بعد الحادثة التي حصلت معنا، كل ما أريده الآن أن أعالج ابني وأخرج الشظايا من فمه قبل أن تسوء حاله أكثر”.
يا لها من مفارقة مبكية ومحزنة أن تخرج الأم لتجلب الدفء لأطفالها فإذا بها تجلب الكارثة دون قصد ووعي، هي جزء بسيط من ألاف القصص التي تتحدث عن المصائب التي تسكبها الأقدار على السوريين كالحمم التي لا تنتهي .
بقلم ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع