عاش السوريون في مناطق تركيا الجنوبية عواصف مطرية قوية ورعدية، قد تكون الأكثر غزارة منذ الشتاء الحالي، بشهر آذار الحالي، آذار ربيع الأرض، وربيع قلوب السوريين الذي ينتظر تفتح زهور الثورة الحمراء التي روتها دماء المدافعين عن الأرض والعرض، مع دماء الأطفال الصغيرة.
أعادت أصوات الصواعق والرعد، تذكير السوريين أن الشهر، شهركم يا سوريون، ثورتكم تركت كل الشهور والأيام، واختارت آذار الربيع والأمل والوجه النضر والأخضر على بساط المعمورة، آذار بداية الحياة والفصول.
دوت ثلاثة انفجارات هائلة مروعة نتيجة نزول صواعق في محيط المكان، القريبة من سكن الأهالي، فقد أعادت لذاكرة السوريين ذكريات القصف والنزوح الذي ألقى بهم خارج بيوتهم وقراهم.
إذ كشف زيد وهو أحد المتواجدين في أحد الأبنية من نافذة مكتب يعمل به، مشاهدته لشعاع برق شق السماء وكأنه خط من النار، ليعقبه بثواني ارتجاج في المكان وصوت مدوي هائل وكأن إحدى صواريخ الروس الباليستية المنطلقة من فوهات السفن، تاهت طريقها في قصف منازل الأوكرانيين وأبت إلا الرجوع إلى عشقها الأول في سوريا لدماء الأبرياء، لتعيد انتقامها من أطفال طالبوا فقط بالحرية من نظام عميل لروسيا.
يصف تاركاً مكانه ومتوجهاً نحو النافذة ليرى علامات الذعر والخوف بادية على الناس في الشارع، وسط صراخ للأطفال وركضهم للالتجاء تحت سقف محل أو بيت.
حدث بسيط هنا لكن مثله قد يكون لا في مكان آخر من سوريا، يصف زيد تلك اللحظات، خاصة بصوت صفارات الإسعاف تملأ الفضاء، في محاولة منها لإكمال المشهد الدراميكي والحزين.
وإن كانت تلك اللحظة تحكي عن مجريات الحرب في سوريا أو أوكرانيا، بعدما أشارت صحف عالمية عن اتباع بوتين نهج سوريا في أوكرانيا، وكأنه صورة طبق الأصل، من ختم جهة واحدة، يبقى الأمل القريب بالخلاص من ويلات النظام بعد أن تنكسر شوكة روسيا.
قصة خبرية / طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع