اضطرت المرأة السورية خلال السنوات الماضية إلى دخول مجالات عمل مختلفة وجديدة، وأصبحت تمارس مهناً كانت حكرا على الرجال، وأجبرت ظروف الحرب النساء على ممارسة أعمال تتطلب جهداً فرضها الواقع المعيشي الصعب الأمر الذي غير الكثير في حياة السوريين.
السيدة غصون إدريس أم لأربعة أولاد ،تبلغ من العمر ٥٦ عاماً، تعمل بمهنة لف المحركات، ولشدة اتقانها عملها لقبت بالمرأة النحاسية.
تقول غصون: “منذ حوالي خمس سنوات سمعت عن إعلان مسابقة في منطقة السلمية، ولأني أم أحد الضحايا كانت فرصتي أفضل، وتمكنت من إيجاد فرصة عمل”.
عملت غصون سنوات عدة دون كلل أو ملل، ومع إصرارها أصبحت قادرة على لف محركات ضخمة تتخطى استطاعتها”٤٠حصاناً”.
تتابع غصون: “ولم أهتم بالضرر الذي قد ينجم عن ممارستي هذا العمل ومدى صعوبته بالنسبة للمرأة، بفضل التمرين اليومي تمكنت من فهم دارات الأسلاك وتناسقها مع كل محرك كهربائي على حدة، واستخدام التقنيات اليدوية في عملية لف المحركات، ودراسة الأقطار المناسبة للأسلاك التي يمكن استخدامها في كل مرحلة، ومن ثم عمليات تنزيل هذه الدارات داخل جسد المحرك، ومن ثم ربط الأسلاك بالطرق الهندسية الصحيحة.
غصون تحب هذا القسم من الورشة، وترى ” أنه يجب على المرأة أن تدخل سوق العمل ولا تنتظر مساعدة الغير لها، وأن تكون يداً بيد إلى جانب الرجل”.
وبينت غصون أنها تسمع الكثير من الثناء من الأصدقاء ورؤساء الأقسام على الجهد الذي تقوم به، وينصحها بعضهم باختيار عمل إداري في المطحنة نظرا لسنها، لكنها تصر على أن تكون إنسانة فاعلة ومنتجة في الميدان.
تقول غصون: “أريد عكس تضحيات الشهداء، فهم قدموا أغلى ما لديهم في سبيل الوطن وعلينا أن نكمل الرسالة، وأن نتعلم من تضحياتهم وعطاءاتهم، ونقدم كل الجهد لنساهم في الحفاظ على هذه الصروح الإنتاجية”.
أثبتت وبكل جدارة بعد تعب وجهد وإصرار إتقانها عملها رغم صعوبته، وأصبحت من السيدات الركائز بالعمل اللواتي لا يمكن الاستغناء عنهن.
بقلم : فاطمة براء