تركيا من الدول التي تشتهر بالغزل والنسيج، كما أنها تعتبر المورد الرئيسي لأوروبا في قطاع النسيج والألبسة، وتحتل المرتبة الثالثة عالميا من ناحية الجودة في نوعية الإنتاج، لتأتي الحرب الدائرة في سوريا وتضيف بصمة على صناعة النسيج في تركيا، فنقلا عن صحيفة “الغاردين البريطانية فإن 60% من العمال الذين يعملون بهذا القطاع هم معظمهم من السوريين.
2.3 مليون لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا بطرق نظامية أو عن طريق التهريب، منهم من يعيش في المخيمات ومنهم اندمج مع المجتمع التركي، ليبحث عن مصدر رزق يعيش منه، فحتى الآن لا يوجد إحصائية لعدد السوريين الذين يعملون في قطاع النسيج إلا أن عددهم كبير وذلك لأن قطاع النسيج هو ثاني أكبر صناعة في تركيا ويحتاج لأيدي عاملة كثيرة وبأجور زهيدة.
فقد أكدت الصحيفة في لقاء أجرته مع مسؤول تركي مهتم بشؤون اللاجئين السوريين، أن الهدف الرئيسي لتصريح العمل الجديد هو التأكد من أن اللاجئين السوريين بتركيا يتقاضون على الأقل الحد الأدنى للأجور وهو 1600 ليرة تركية أي ما يعادل 379يورو، لكن ما يحدث أنهم يتقاضون أجورا رمزية لا تزيد عن 1000 ليرة، “ليلى ” من مرسين الساحلية تعمل بورشة ملابس حوالي 12 ساعة باليوم وتتقاضى مبلغا لا يغطي أجار المنزل كما ذكرت صحيفة” الغاردين” .
محمد من مدينة حلب لجأ منذ سنة تقريبا إلى تركيا يقول:” بعد لجوء السوريين إلى تركيا استحدثت المصانع الكبيرة للملابس الجاهزة قسما لترميم الملابس الممزقة بسبب أخطاء مكنات الخياطة، ففي السابق كانت ترمى لأنها تحتاج لوقت ودقة في العمل، لتستحدث بسب وفرة اليد العاملة السورية ودقتها و أجور رخيصة جدا “.
تقول “مكميلان” لصحيفة الغاردين وهي محامية قانونية وباحثة اقتصادية:” إن أعين الاتحاد الأوروبي المسلطة على تركيا وعلى مدى قدرتها على احتواء اللاجئين، فدفعة أوروبية لحقوق العمال وظروف العاملين في البلد من الممكن أن تؤدي لتحسنها كثيراً، ومع زيادة واردات أوروبا من الملابس التركية، من الممكن أن تصبح شركات الملابس هي عامل التغيير في حياة اللاجئين “.
واضافت “إن السماح للسوريين بالعمل قانونياً من الممكن أن يتيح فرصة لشركات الملابس لكي تصبح أكثر انفتاحاً وتعاوناً بخصوص هذه القضية” .
فلا يمكن لأحد الإنكار أن تركيا هي من أكثر الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري وقدمت الخدمات لمن هم على أرضها وساعدت في إدخال الكثير من المساعدات الأممية ، كما أنها تحاول دائما مساوة المواطن التركي بالمواطن السوري، وذلك لما ماذقه الشعب السوري من ظلم وقهر في بلاده .
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي