لا تزال الهزات الارتدادية التي تلت الزلزال المدمر في تركيا وسوريا تمنع مئات العوائل من السكن في بيوتها في المدن التي لم تشهد دمارًا كبيرًا إثر الزلزال.
تواصل مراسلنا مع الشاب “أنس،ش” الذي يقطن جنوب تركيا، حيث أكد له أنّه منذ عشرة أيام لم يستطع النوم داخل بيته بسبب خوف أطفاله وزوجته بعدما شاهدوا الضحايا وحجم الدمار، إضافة لقوة بعض الهزات الارتدادية التي وصلت أخر واحدة منها لـ5،1 على مقياس ريختر.
ويكمل أنس أنه ليس الوحيد الذي لم ينم في بيته، بل أكد أن أقرباءه لا زالوا ينامون خارج بيتهم خوفًا من وقوع زلزال جديد.
ورصد مراسلنا العديد من الخيم المنصوبة بالقرب من منازل السكان حتى السليمة منها في الجنوب التركي خوفًا من وقوع زلزال جديد.
وعلى طول الطريق الواصل بين مدينة أنطاكية والريحانية، رصد مراسلنا اليوم مئات العائلات التي نصبت خيامًا بالقرب من منازلهم ، كما يلجأ من يملك سيارة للنوم فيها عوضًا عن الخيمة أو المنزل.
ويقول أبو أسعد سائق سيارة لمراسلنا أنه يعيش و15 عائلة في خيمة واحدة على طريق باب الهوى الحدودي حيث أنه يعاني من فوبيا الزلزال حتى الآن ويتساءل ما إذا قد أكد عالم جيولجي ما انتهاء الهزات الارتدادية ليعود لبيته!
وتغصّ مدن الجنوب التركي التي سلمت من دمار الزلزال المدمر بالنازحين الذين لم يتركوا حديقة أو دكانًا أو خيمة او أسواقًا إلا وجعلوا منها ملجأ مؤقتًا يأوون فيها أطفالهم وأنفسهم دون أن يعلموا متى وأين سيكملون سكنهم.
ووفق وكالة الإنقاذ آفاد التركية، تجاوز عدد الهزات التركية التي تمكنت مراكزها من رصدها حوالي 4500 هزة ارتدادية، أعقبها بطبيعة الحال حالات خوف وهلع ونزول للشوارع خوفًا من سقوط المنازل على ساكنيه.
وذكرت آفاد أنها أجرت تقييما لـ 50 بالمائة من المناطق المتضررة بالزلزال.
وبعد 300 ساعة على زلزال تركيا و سوريا، تجاوز عدد القتلى الـ40 ألفاً وكثيرون في عداد المفقودين.
ومن المتوقّع أن يرتفع عدد القتلى مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، ويفتش المنقذون عن أي علامات لوجود ناجين تحت الأنقاض بعد الكارثة الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث التي دمّرت نحو 264 ألف شقة.
بعد مرور 12 يوماً على وقوع الزلزال، حاول عمّال من قرغيزستان إنقاذ أسرة سورية من خمسة أفراد من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكية جنوب تركيا وانتُشلوا ثلاثة أحياء بينهم طفل.
وقال فريق الإنقاذ إنّ الأم والأب نجيا لكنّ الطفل توفي لاحقاً بسبب الجفاف. ولم تنج شقيقة أكبر ولا توأم للطفل.
قال أتاي عثمانوف، أحد أفراد فريق الإنقاذ، لوكالة “رويترز”: “سمعنا صرخات بينما كنّا نحفر اليوم قبل ساعة. عندما نعثر على أحياء نشعر دائماً بالسعادة”.
تقول منظمات الإغاثة إن الناجين سيحتاجون إلى المساعدة لأشهر آتية في مواجهة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية.
الجدير ذكره أنّ حالة من الخوف والترقب تخيّم على سكان الجنوب التركي كل ليلة من وقوع زلزال آخر لا يدري أحد متى يحدث، مع استمرار الهزات الارتدادية، وتحرم مئات العوائل من النوم في بيوتها وسط الأجواء الشتوية والاحتياجات الكبيرة لمواد التدفئة والمساعدات الإغاثية.