من الملاحظ بشكل واضح أن الهدنة التي نص عليها الاتفاق الروسي الأمريكي، والعمل على وقف إطلاق النار في سوريا، ماهي إلا حل شكلي لأزمة الشعب السوري، إذ من المشكوك في الأمر أن نوايا روسيا يمكن أن تخدم أهداف الثورة السورية.
وقبيل الهدنة بوقت سارعت روسيا والنظام السوري لحصد المزيد والمزيد من أرواح السوريين، فأعداد الشهداء التي بلغت أكثر من ثمانين شهيدا؛ جراء استهداف الطيران الروسي لسوق ادلب الشعبي قبيل وقفة عيد الأضحى وبعد الإعلان عن هذا الاتفاق تؤكد حقيقة تواطؤ روسيا مع النظام السوري لإخفاق هذه الهدنة، (روسيا اللي عم تساعد الأسد على ارتكاب المجازر بمناطق سيطرة المعارضة، مستحيل تكون أهدافها حقيقية لحل أزمة الشعب السوري، وكل اتفاق بتوافق عليه بكون أكيد بيخدم مصالحها وأطماعها)، كان هذا رأي عبد الرحمن البالغ من العمر 37 عاما من سكان حلب، مدرس مادة القومية سابقا، ورأيه يمثل آراء شريحة واسعة من الناس في سورية.
التفاؤل بنجاح تطبيق الهدنة كان شبه معدوم، خاصة مع سلسلة الخروقات التي عمل عليها النظام لتقويض أركان الاتفاق الروسي الأمريكي، ونسف أي أمل بنجاح تطبيق الهدنة، فالخروقات للهدنة بالجملة، واستهداف للعديد من مناطق سيطرة المعارضة من قبل جيش النظام مازال مستمرا، فقد أحصى مكتب التوثيق في المركز الصحفي السوري 169نقطة قصف على يد قوات النظام وحلفائه خلال 72ساعة الفائتة وهي من المفترض أن تكون ضمن المرحلة الثالثة من الهدنة التي بدأت بالساعة 7مساء أول أيام عيد الأضحى……توزعت بالعديدمن المناطق، حلب . ريف دمشق .حماة .ادلب وغيرهم العديد من المناطق.
كما صرح وزير الخارجية الفرنسي “جاك مارك ايرولت” أمس (أن قوات نظام الأسد في سورية مسؤولة في الأساس عن انتهاك وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا) وتابع الوزير الفرنسي (يجب ألا ننسى ان النظام في سورية هو الذي أضر في الأساس بالاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار. دائما مايكون نظام بشار الأسد “المسؤول”) فنوايا الأسد بإفشال نجاح الهدنة واضحة من خلال إجرامه بحق المدنيين بمشاركة حليفته روسيا.
بالعودة إلى مضمون الاتفاق الروسي الأمريكي، نجد أن تكتم أمريكا على بعض بنوده شيء مثير للجدل، بل يحرك الشكوك من ناحية ماهية الأهداف الحقيقية للرئاسة الأمريكية من وراء هذا الاتفاق، (إن هذا التلكؤ لايعبر عن عدم جدية واشنطن تجاه الاتفاق أو تنفيذ بنوده بندا بندا، إنما يؤكد وجود شيء ما يدور في عقل الأمريكي ويعمل على تحقيقه عبر الأتفاق) بحسب ماورد بصحيفة الوطن العمانية.
فكما هو معلوم للجميع أن امريكا كانت دائما تعارض خروج الأسد من السلطة لعدة أسباب تستدعي ذلك بحسب رأيها. وهذا مايخلق
تساؤلات عديدة تدور حول مضمون الاتفاق غير المصرح عنها و حول الغايات الحقيقية لروسيا وأمريكا من ورائه وتدفع بالسوريين لعدم الوثوق بأي قرارت يمكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية. والروسية في سبيل الوصول لحل جذري يوقف إراقة المزيد من الدم السوري والحد من معاناة السوريين.
المركز الصحفي السوري- هدى محمد