يدأب النظام منذ اندلاع شرارة الثورة السورية في 2011 على انتهاج سياسة إرضاخ الشعب السوري لمطالبه بالسلاح، ولقمة العيش.
تناقلت مصادر إعلام محلية في محافظة السويداء مؤخراً، فقدان مادة الخبز وإغلاق الأفران ومراكز بيع الخبز، في أعقاب خفض النظام مخصصات المحافظة من الطحين بنسبة وصلت إلى 16%.
انعكس ذلك بارتفاع سعر الخبز لعدم توفره نتيجة الازدحام وانتشار الطوابير، حيث وصل سعر ربطة الخبز في بعض المناطق إلى 2000 ليرة سورية.
وحول قرار الخفض، أقدم النظام في الآونة الأخيرة على خفض المخصصات لعجزه المتفاقم عن توفير مادة الطحين، وهو ماتشهده عموم المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام.
إلا أن هذا القرار يتزامن مع طرح التسوية الروسية مع أبناء المحافظة التي تعمل عليها روسيا منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي. ما يشير إلى محاولات روسية للتضييق على الأهالي للقبول بالتسوية.
ومن المتوقع أن تباشر لجنة التسوية في السويداء عملها قريباً، بحسب مانقلته صحيفة “الوطن” المحلية في مناطق سيطرة النظام، قبل أيام، عن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا أن لجنة مشابهة للجنة تسوية الأوضاع في درعا ستبدأ العمل قريباً في محافظة السويداء.
وكانت روسيا قد طرحت في لقاء جمع ضباطا من القوات الروسية ووجهاء السويداء في كانون الأول/ديسمبر الفائت، تسوية أوضاع الآلاف من شباب المنطقة الرافضين الخدمة الإلزامية، في عرض مشابه للتسوية القائمة في محافظة درعا.
ويقدر عدد شبان السويداء الفارين من الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف قوات النظام بأكثر من 40 ألفاً، وسبق أن رفض مشايخ ووجهاء المحافظة انخراط أبنائها في المعارك الطاحنة في سوريا، في إطار سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الطائفة الدرزية منذ اندلاع الثورة.
وقد شهدت المحافظة موجة مظاهرات واحتجاجات ضد النظام والوجود الروسي الإيراني منتصف العام الماضي، نتيجة الأوضاع المعيشية المتردية.
ويقتصر تواجد قوات النظام على الأفرع الأمنية في المحافظة وبعض الحواجز فقط، فيما تخضع المنطقة لسيطرة الفصائل المحلية التي تدير شؤونها بإشراف وجهاء المنطقة.
وتشهد المحافظة حالة تململ وتمرد واسعة ضد الضغوط الروسية لفرض التسوية على شبانها، وسط توقعات أن محاولة الخناق الاقتصادي ستبوء بالفشل لإصرار الشبان على تأدية الخدمة في محافظتهم فقط.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري