اتهم النظام السوري اليوم الخميس 25 آذار/مارس، الولايات المتحدة الأمريكية بسرقة القمح السوري في شمال شرق سوريا ونقله إلى العراق.
تعرف… واحدة من ألاف القصص التي تشرح مأساة غالبية السوريين في الجزيرة بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم.
نشرت صحيفة “تشرين” الرسمية في مناطق سيطرة النظام أنّ القوّات الأمريكية أخرجت رتلاً يضمّ قرابة 18 شاحنةً محملةً بحسب زعمها بالقمح السوري، من سوريا إلى العراق عبر معبر “سيمالكا” الحدودي في مدينة المالكية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.
اتهم النّظام أيضاً قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالتواطؤ مع الولايات المتحدة، لنهب القمح والنفط السوري بشكل يومي, فقد أخرجت “قسد” بحسب الصحيفة ذاتها خلال شهر آذار/مارس الحالي، أكثر من 150 شاحنة محملة بالقمح، إضافةً إلى أكثر من 500 صهريج محمّل بالنفط من سوريا باتجاه الأراضي العراقية.
في ذات السياق يعتبر تجار القمح أنّ النظام ومسؤوليه هم سبب عدم وصول القمح إلى معاقل النظام، بسبب ما تفرضه حواجز النظام من أتاوات على عبور الشاحنات المحملة بالقمح, فالفرقة الرابعة التي يسيطر عليها شقيق رأس النظام “ماهر الأسد” لوحدها تفرض مبلغ 3 آلاف دولار لكلّ حمولة من القمح السوري، بالرغم أنّه متجه إلى معاقل النّظام.
إضافة إلى ذلك بحسب بعض التجار، وفق ما نشر موقع عربي بوست، فيضطر التجار إلى دفع رشوة للمسؤولين في العاصمة دمشق، ويتوجب عليهم أن يكونوا داعمين أقوياء للحكومة لكيلا يتمّ اعتقالهم بتهمة الإرهاب ومناهضة حكومة النّظام.
يضاف أيضاً بحسب التجار إغلاق المعابر بين أطراف النزاع في سوريا، لأن أحد الأطراف يريد الضغط على الطرف الآخر من خلال إغلاق المعبر، ما يؤدي إلى إيقاف شحنات القمح السوري ويصبح بيعه في الخارج أسهل وأكثر ربحاً للتجار.
يذكر أنّ حكومة النظام السوري رفعت سعر شراء القمح من الفلاحين لهذا العام، من 550 إلى 900 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد, أي ما يعادل 250 دولاراً للطن الواحد، في حين أنّ سعر الطن من القمح عالمياً يصل إلى قرابة 635 دولاراً، أي أكثر بنسبة 66 بالمائة، مما سيجعل من الصعب إقناع الفلاحين ببيع محصولهم من القمح للنظام.
من جهةٍ أخرى كغيره من القطاعات, تحاول روسيا فرض سيطرتها على قطاع تجارة القمح، وإجبار النّظام على شراء القمح الروسي، من خلال اتفاقيات ومناقصات لشراء القمح الروسي، كان آخرها مطلع شباط/فبراير العام الفائت 2020، عندما اشترى النظام قرابة 200 ألف طن من القمح الروسي اللين لصناعة الخبز.
وكانت روسيا قد فرضت سيطرتها على مؤسسة الصوامع، ومكتب الحبوب في طرطوس، بغية جعلها مركزاً إقليمياً لتوزيع القمح الروسي في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ صفحاتٍ رسميةً تابعةً للنظام السوري، أعلنت منذ قرابة الشهر عن توصل حكومة النظام إلى اتفاق مع تركيا، لنقل القمح من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة النظام برعاية روسية.
فهل سيكون لافتتاح المعابر التي يروّج لها الروس والنظام، علاقة بنقل القمح إلى معاقل النظام !!!!!!!؟
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع