أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن النظام السوري والمعارضة المسلحة وقعا اليوم الاثنين اتفاقا بشأن حي الوعر في حمص برعاية روسية، وذلك بعد تأجيل المعارضة التوقيع احتجاجا على عدم التزام النظام.
وينص الاتفاق على أن تخرج عناصر المعارضة من الحي باتجاه ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة، أو إلى إدلب أو جرابلس ضمن المنطقة الآمنةبريف حلب الشمالي على الحدود التركية.
وبحسب مصادر للجزيرة فإن الروس تعهدوا بنشر شرطة روسية في الحي.
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها المعارضة المسلحة إلى المنطقة الآمنة التي أنشأها الجيش الحر في ريف حلب الشمالي بدعم من الجيش التركي، حيث كان النظام يصرّ دائما على أن يتوجه من خرجوا من العاصمة ومحيطها إلى إدلب حصرا.
وكانت مصادر في اللجنة المفاوضة عن حي الوعر أفادت في وقت سابق بأنها توصلت إلى مسودة اتفاق مع ممثلي النظام وروسيا، تنص على خروج كل من يرغب من مقاتلي المعارضة والمدنيين باتجاه الشمال السوري أو ريف حمص الشمالي المحاصر، وأن تنتشر شرطة عسكرية روسية في الحي لضمان أمن السكان الراغبين في البقاء.
وقال ناشطون إن الوفد الروسي اقترح خروج ثلاثمئة مقاتل بسلاحهم مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب، وإنه هدد بتكثيف القصف على الحي في حال عدم قبول العرض الذي ينص أيضا على أن من يتبقى من المدنيين والمقاتلين يجب أن ينخرطوا في “التسوية” مع النظام، وأن من لا يشمله “عفو” النظام من المطلوبين سيحاكم بتهمة “الإرهاب”.
لكن الاتفاق تم تأجيله أمس الأحد بسبب خرق قوات النظام وقف إطلاق النار الذي كان ساريا في الحي، والذي تم التوصل إليه بوساطة روسية.
وسبق أن توصل النظام إلى اتفاق لإخراج مئات من مقاتلي المعارضة من حي الوعر في سبتمبر/أيلول الماضي، مقابل كشف مصير أكثر من سبعة آلاف معتقل تقدمت المعارضة بأسمائهم.
يذكر أن قوات النظام والمليشيات الداعمة لها تحاصر حي الوعر منذ منتصف عام 2013، حيث يعاني سكان الحي البالغ عددهم نحو خمسين ألفا من ظروف إنسانية صعبة.
ويشكل حي الوعر حلقة من سلسلة مستمرة لقوات النظام في تهجير مناطق المعارضة، وهو المنطقة الثانية في سوريا التي تشرف وتشارك روسيا في تهجيرها بعد مدينة حلب.