منذ شهور، لم نعد نسمع عبارات المقاومة والممانعة، لا في لقاءات بشار الأسد، ولا في خطاب التحالف الإيراني، هذا إذا تجاوزنا ورودها في موضع الابتذال الذي يثير السخرية، وكذلك الحال في خطب نصر الله ومن شايعه في لبنان.
لن تتضح جريمة الحلف الإيراني بحق الأمة، والخدمة الجليلة التي قدمها للمحتل الصهيوني، ولمن يساندونه في الغرب .. لن تتضح إلا بالنظر إلى السيناريو الآخر الذي كان يمكن أن يمضي لو لو تقم إيران بمواجهة الثورة السورية بذلك المستوى من العنف والإجرام.
كان بوسع النظام بدعم من إيران، وكانت تركيا تتوسط في ذلك الحين، أن يقدم تنازلات للناس الثائرين، وهم كانوا جاهزين لقبول صيغة معقولة لتعددية تخفف من وطأة القبضة الأمنية الطائفية على البلاد.
وحتى لو ذهبنا أبعد من ذلك، وانتصرت الثورة بالكامل، وجاء نظام آخر، فهل ثمة عاقل يمكن أن يصدق أن ثورة سورية تعبر عن ضمير الشعب، وتبشر بحرية وتعددية يمكن أن يكون لها موقف من الصراع مع العدو الصهيوني أقل ثورية من نظام بشار الأسد؟!
لو مرت الثورة السورية، لاستمرت مسيرة الربيع العربي، ولوصلت محطات أخرى كثيرة، وما من شيء كان يثير الرعب في الأوساط الصهيونية مثل تمدد الربيع، وعودة القرار للجماهير العربية التي لا تعترف أصلا بالكيان الصهيوني، ولا بقرارات ما يسمى الشرعية الدولية.
في المقابل جاء الموقف الإيراني من الثورة ليدمِّر البلد، ويستنزف إيران، وحزب الله وتركيا، طبعا إلى جانب ضرب الربيع العربي، وليشعل حريقا في كل المنطقة، لكن ما حصل في اليمن ما لبث أن طرح معطىً جديدا يؤكد أن شعار المقاومة والممانعة لم يكن سوى كذبة كبيرة لمشروع توسع إيراني قومي براية مذهبية لا صلة له بالمقاومة ولا بالممانعة، فهنا والآن ثمة بشائر اتفاق نووي مع أمريكا، وهنا والآن، ثمة استجداء من بشار لعلاقة أفضل مع أمريكا.
لقد جاء ربيع العرب، وموقف إيران من ثورة سوريا، ومن ثم احتلالها لليمن ليفضح ما كان مستورا في السابق، وليؤكد أن إيران لا تريد سوى استخدام المذهب في عملية تمدد مجنونة تستعيد ثارات التاريخ، وأن محطة المقاومة والممانعة كانت مجرد لعبة تدليس وكذب، وأن استخدام فلسطين في السياق كان جزءا من تلك اللعبة، وما تلزيم المقاومة في لبنان لحزب الله واستبعاد القوى الأخرى سوى دليل آخر لم يكن ينتبه إليه الكثيرون في حينه.
كل ذلك، لم يترك مجالا أمام الناس للشك في نوايا إيران، ولا حقيقة برنامجها، وها إن تأييد الغالبية الساحقة من الغالبية السنية في الأمة لعاصفة الحزم يؤكد ذلك، رغم ما للجماهير من ملاحظات جوهرية على الدول التي تقودها لجهة موقفها من ربيع العرب، وهجمتها الكبيرة ضده. أما الأقلية الشيعية، وبعض الأقليات الأخرى فقد انحازت غالبيتها لجنون إيران مع الأسف الشديد، ودائما لاعتبارات طائفية.
بعدوانها على الشعب في سوريا، وبدعمها لطائفية المالكي في العراق التي أطلقت موجة عنف واسعة هناك، وباحتلالها بعد ذلك لليمن، تكون إيران قد أطلق حربا طائفية واسعة أشعلت حريقا في المنطقة يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي كما لم يحلم في أي يوم من الأيام، وهي حرب لن تربحها بأي حال من الأحوال، وستكون كلفتها هائلة عليها وعلى الأمة جمعاء، فأية جريمة ارتبكتها بحق نفسها وبحق الأمة؟! وأية جريمة يرتكبها أيضا من يطبلون لها من بعض النخب الحزبية والطائفية في المنطقة؟
لن تتضح جريمة الحلف الإيراني بحق الأمة، والخدمة الجليلة التي قدمها للمحتل الصهيوني، ولمن يساندونه في الغرب .. لن تتضح إلا بالنظر إلى السيناريو الآخر الذي كان يمكن أن يمضي لو لو تقم إيران بمواجهة الثورة السورية بذلك المستوى من العنف والإجرام.
كان بوسع النظام بدعم من إيران، وكانت تركيا تتوسط في ذلك الحين، أن يقدم تنازلات للناس الثائرين، وهم كانوا جاهزين لقبول صيغة معقولة لتعددية تخفف من وطأة القبضة الأمنية الطائفية على البلاد.
وحتى لو ذهبنا أبعد من ذلك، وانتصرت الثورة بالكامل، وجاء نظام آخر، فهل ثمة عاقل يمكن أن يصدق أن ثورة سورية تعبر عن ضمير الشعب، وتبشر بحرية وتعددية يمكن أن يكون لها موقف من الصراع مع العدو الصهيوني أقل ثورية من نظام بشار الأسد؟!
لو مرت الثورة السورية، لاستمرت مسيرة الربيع العربي، ولوصلت محطات أخرى كثيرة، وما من شيء كان يثير الرعب في الأوساط الصهيونية مثل تمدد الربيع، وعودة القرار للجماهير العربية التي لا تعترف أصلا بالكيان الصهيوني، ولا بقرارات ما يسمى الشرعية الدولية.
في المقابل جاء الموقف الإيراني من الثورة ليدمِّر البلد، ويستنزف إيران، وحزب الله وتركيا، طبعا إلى جانب ضرب الربيع العربي، وليشعل حريقا في كل المنطقة، لكن ما حصل في اليمن ما لبث أن طرح معطىً جديدا يؤكد أن شعار المقاومة والممانعة لم يكن سوى كذبة كبيرة لمشروع توسع إيراني قومي براية مذهبية لا صلة له بالمقاومة ولا بالممانعة، فهنا والآن ثمة بشائر اتفاق نووي مع أمريكا، وهنا والآن، ثمة استجداء من بشار لعلاقة أفضل مع أمريكا.
لقد جاء ربيع العرب، وموقف إيران من ثورة سوريا، ومن ثم احتلالها لليمن ليفضح ما كان مستورا في السابق، وليؤكد أن إيران لا تريد سوى استخدام المذهب في عملية تمدد مجنونة تستعيد ثارات التاريخ، وأن محطة المقاومة والممانعة كانت مجرد لعبة تدليس وكذب، وأن استخدام فلسطين في السياق كان جزءا من تلك اللعبة، وما تلزيم المقاومة في لبنان لحزب الله واستبعاد القوى الأخرى سوى دليل آخر لم يكن ينتبه إليه الكثيرون في حينه.
كل ذلك، لم يترك مجالا أمام الناس للشك في نوايا إيران، ولا حقيقة برنامجها، وها إن تأييد الغالبية الساحقة من الغالبية السنية في الأمة لعاصفة الحزم يؤكد ذلك، رغم ما للجماهير من ملاحظات جوهرية على الدول التي تقودها لجهة موقفها من ربيع العرب، وهجمتها الكبيرة ضده. أما الأقلية الشيعية، وبعض الأقليات الأخرى فقد انحازت غالبيتها لجنون إيران مع الأسف الشديد، ودائما لاعتبارات طائفية.
بعدوانها على الشعب في سوريا، وبدعمها لطائفية المالكي في العراق التي أطلقت موجة عنف واسعة هناك، وباحتلالها بعد ذلك لليمن، تكون إيران قد أطلق حربا طائفية واسعة أشعلت حريقا في المنطقة يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي كما لم يحلم في أي يوم من الأيام، وهي حرب لن تربحها بأي حال من الأحوال، وستكون كلفتها هائلة عليها وعلى الأمة جمعاء، فأية جريمة ارتبكتها بحق نفسها وبحق الأمة؟! وأية جريمة يرتكبها أيضا من يطبلون لها من بعض النخب الحزبية والطائفية في المنطقة؟
ياسر الزعاترة – الدستور