هناكَ في ريف عفرين الشمالي، ومع بداية العام الدراسي، يفتتح الأستاذ عبدالكريم المدرسة وحيداً، فهو المديرُ والمعلمُ والحارسُ والكادر الكامل لتلك المدرسة، يعمل بكل جد ونشاط، يقسمُ الدوامَ لفترات لكي يستطيع تدريس حلقات التعليم الأساسية كافة، فيومٌ للصف الأول، واليوم الثاني للصف الثاني، وهكذا يقسم فترات التدريس، مع غيابٍ تامٍ لأي دعمٍ أو مساعدةٍ لتلك المدرسة، حالها كحال الكثير من المدارس النائية، حيث يقبع بها الجنود المجهولين، الشمعاتُ المحترقةُ من أجل العلم والتعليم ،يعملون ويكدون لساعاتٍ طوال، مع راتبهم الذي لايصل في أغلب الأحيان، وأن وصل لهم سيكونُ لاشيئَ أمامَ مايعملون..
ربما هذه فعلاً مصيبة…!
عندما نقارنُ عملَ المعلمينَ وحالهم أمام باقي موظفي المنظمات الأخرى
عندما نقارن رواتبهم برواتب هؤلاك… لاشيئَ يذكر…
يتخرجُ الجامعيُ من جامعته ليجد أمامهُ أهوالاً ومصائب، يركضُ من مسابقةٍ لأخرى، من مديريةٍ لمدرسة، وذلك لكي يحصل على فرصته الوظيفية في التدريس، وماذا إن حصل عليها؟ راتبه لايكاد أن يكفي لمواصلاته،؟
لماذا ياترى هذا التدني في أجور المعلمين…؟
أوليسو هم بناة المستقبل وحجر الأساس اللذي يعولُ عليه بناءُ الأمة..؟
لماذا لا يحصلون على حقهم الحقيقي وأجورهم المستحقة
أوليس دعمهم أولى من الكثيرِ من الأمور الأخرى اللتي تعتبر بديهية!!
ك المعلمِ “خالد” اللذي يقولُ أنه بدأ بالتدريسِ السنةَ الماضية متطوعاً وهو خريجُ كلية التربية لقسم اللغة العربية، يدرسُ ك متطوعٍ على أملِ حصوله على راتبٍ لكن لا بادرةً للأمل،
ترك خالد التعليم بعد أربعةِ شهورٍ من التطوع
كيف سينجذبُ الأستاذ خالدُ للتعليمِ مجدداً بعد ماحصل معه..؟
أم كيف سيعطي المعلمُ تلاميذهُ المعلوماتِ بحبٍ وحنانٍ وإخلاصٍ وبالهُ وعقلهُ منشغلٌ بقوتِ يوميه ومصاريفِ أطفاله الغير مؤمنة…!!
الحديثُ هنا يطول… معلمونَ عاطلون عن العمل، تلاميذَ تحرم من تعليمهم.. ومستقبلُ بلدٍ يتدمر
وإلى متى..؟
هل ياترى سيظلُ الحالُ هكذا والمستوى التعليميُ يتدنى
أم سيكون للمسؤلينَ وقفةُ حقٍ ووقفةٌ مشرفةٌ أمام الجنودِ المجهولينَ والشموع المحترقة…؟
إبراهيم الخطيب/المركز الصحفي السوري