محمد خضر عريف – المدينة
المشروع الفارسي في العالم العربي أعجبني كثيرًا تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مؤخرًا بأن “إيران ترعى الإرهاب وتحتل العراق”.
فذلكم تصريح جريء شجاع يمثل خروجًا عن الصمت العربي والإسلامي والعالمي تجاه المد الفارسي في بلاد العرب، وجاء هذا التصريح في توقيته الصحيح بعد الغزل الواضح الذي نراه حاليًا بين إدارة الرئيس أوباما وبين طهران رغم معارضة فريق كبير من الكونجرس لهذا الغزل مع نظام لطالما سمّته أمريكا “معسكر الشّر”، وهذا المعسكر كان ومازال يسمي أمريكا: “الشيطان الأكبر”، ولا نعرف كيف سيتفق النقيضان. أعود إلى تصريح سمو الأمير سعود الفيصل فأقول: إن دعم إيران الفارسية للإرهاب ليس خافيًا على أحد فهي تدعم ما يسمى زورًا وبهتانًا (حزب الله) الذي أصبح يسيطر على لبنان سيطرة كاملة ويقصي كل المكونات الأخرى في لبنان من سنة ومسيحيين، وذلك هو الإرهاب بأمّ عينه. كما تدعم إيران المليشيات الشيعية المتطرفة في العراق وهو ما دفع سمو الأمير سعود للتأكيد على أن إيران تحتل العراق، وهذه المليشيات الإجرامية لا تتوانى كل يوم عن قتل أهل السنة وتشريدهم وحصارهم بدعوى أنها تتكاتف مع الحكومة في حرب داعش . أما سورية فإيران تحتلها منذ زمن بعيد، وتعاون عميلها الأسد في تهجير أهل السنة وتقتيلهم ووضع اليد على أراضيهم وممتلكاتهم حتى أن حكومة الأسد النصيرية بدأت بتجنيس الإيرانيين منذ سنوات وتسكينهم في بيوت السنة وأراضيهم.وما يحدث كذلكم اليوم في اليمن ليس إلا تكملة للمخطط الفارسي في بلادنا العربية، فبعد أن أحكمت إيران قبضتها على شامنا، ها هي اليوم تُحكمها على يمننا باستئجار زمرة من الرعاع الموتورين الذين باعوا بلادهم رخيصة لطامع فارسي ومعها باعوا ذممهم ووطنيتهم .وهنا أريد أن أتوقف عند مصطلح رددته كثيرًا هو أن ما يحدث اليوم من احتلال إيراني لأقطار عربية ينبغي أن يسمى: احتلالًا فارسيًا وليس احتلالًا شيعيًا كما تسعى إيران جاهدة لإشاعته بقصد زرع الفتنة بين الشيعة والسنة العرب الذين عاشوا في وئام تام لمئات السنين، حتى ظهرت دولة الشّر الفارسية الجديدة التي لا يهمها إلا إعادة بناء إيوان كسرى الذي حطمه أهل السنة، بدعوى سعيها لنشر المذهب الشيعي لتجمع قلوب الشيعة العرب حولها وهو ما حققته فعلًا، فليت الشيعة العرب يستفيقون من هذه الغفلة ويتنبهون إلى أن هذا المتربص الفارسي لن يمكنهم من أي شيء فيما لو تم له فرض سيطرته على المزيد من الدول العربية وسيتحول الشيعة العرب إلى (عمّال) عند الفرس دون أي سيادة أو شأن.
فمن هذا المنبر أدعو إلى إشاعة مصطلح “المشروع الفارسي” بدل “المشروع الشيعي”.