“عثمان” رجلٌ في الثلاثين من عمره، خرج نازحاً مع عائلته من ريف حلب الغربي إلى “عفرين” مع أبنائه الثمانية وزوجتيه، ” هجرنا وسلبت أرضنا، ولم يبق لنا وجهة، حيث تاهت بنا الدروب، وضاقت الأرض بما رحبت.
خرجنا نقصد عفرين، حيث واجهنا هناك صعوبةً كبيرةً في تأمين المسكن، لنجده أخيراً، منزلٌ لا حياةَ فيه، بدون أبواب وشبابيك، لكننا رضخنا ورضينا بالواقع فلم يكن باليد حيلة ” انتهى عثمان من تعديل المنزل، و إنشاء أبواب وشبابيك من أكياس النايلون، لكن ضيق الحال وكثرة العيال دعته للبحث عن عمل، فالجلوس سيقتلهم جوعاً.
بدأت أفكر بعملي الخاص، لم أكن أمتلك سوى سيارتي الصغيرة وبعض المال، ذهبت بها نحو سوق الخضار، اشتريت بما أملك، عدة أشكال وأنواع من الخضروات وبدأت السيرَ قاصداً الرزق الحلال، كان عملي صعباً في البداية، نظراً لكثرة بائعي الخضار هنا، لكنني واصلت العمل ولم أفقد الأمل، حتى كفاني الله واستطعت تغطية الاحتياجات من مشروعي المتواضع .
لست الوحيد الذي يعيش من مشروع صغير وإمكانيات بسيطة ليكفي منزلي، هناك الكثير من العوائل التي تعيش على مثل هذه المشاريع وغايتهم أن يعيشون وأهلهم حياة كريمة .
بقلم : فاطمة براء