مئتا خيمة لأكثر من مئة عائلة، نصبت على عجل بين الأراضي الزراعية، إلى الشرق من قرية الكفرة بـ 2 كيلو متر، بعد قرار نقل المخيمات خارج مدينة مارع منذ ستة أشهر.
التعليم وطريق المخيم
بعد أول هطول مطري شمال حلب، احتجنا جرارا زراعيا للوصول إلى المخيم من المدخل الجنوبي، فطريق ترابية بين أراضي زراعية، توحل بحبات المطر الأولى.
يقول”حسين أزون” أبو عبدو مدير مخيم الفاتح، سجلنا أطفال المخيم في مدرسة كفرة، رغم بعد المسافة 3 كيلو متر من الخيمة للمدرسة، ولكن الأسبوع الماضي غاب جميع الأطفال عن حصصهم الدرسية، بسبب انقطاع الطريق، وعندما يذهبون للدوام يترتب عليهم المشي على الأوتستراد لمسافة 2.5كم وقطع الأوتستراد للوصول إلى للدخول إلى الصفية.
الكوليرا والمرافق الصحية
بين الخيام في شوارع المخيم، لاحظنا سواقي الصرف الصحي المكشوفة، المنحدرة من مطابخ الخيم إلى الأراضي الزراعية المكشوفة.
وأضاف حسين أبو عبدو، المخيم غير مخدم حتى ب حمامات ” تواليتات” جهزنا بمجهودات فردية أماكن مسورة ولكنها مكشوفة، وسبب ذلك في انتشار كثيف في اللاشمانيا “حبة السنة”، حيث رصدت حتى تاريخ اليوم أكثر من سبع حالات.
أما الحاج “محمد أبو سالم” فيقول، أصاب امرأتي إسهال حاد، منذ شهر تقريبا، وبعد التحاليل قالوا في المشفى “كوليرا”.
الخبز والسلة الغذائية
“أم دياب” أرملة تعيش في هذا التجمع قبل ترحيله من مدينة مارع إلى كفرة شرقي إعزاز، قالت أم دياب، دائما نحن في أزمة خبز، نشتري ربطة الخبز الحر ستة أرغفة بـ 6 ليرات تركية، وأحيانا ما نضطر لقطع 10 كيلو مترات إلى إعزاز لنحصل على ما يكفي يومنا من الخبز.
وتضيف، منذ خروجنا من مدينة مارع، لم نستلم أي سلة غذائية في مخيم الفاتح، الاستبيانات وطلبات تدوين الأسماء والأوراق الثبوتية بشكل يومي، ولكن لم نستفد حتى الآن ولو برغيف خبز واحد.
تجهيزات الشتاء
تضيف أم دياب, قبل ثلاث سنوات في مدينة مارع سلمتنا منظمة مدافئ، ولكنها صاج رقيق غير ملائم للحطب والفحم، اهترت هذه المدافئ، والخيام باردة جداً، في الليل خصوصاً، وأسعار مواد التدفئة أقسى من البرد، نعتمد الآن على الأغطية من حرامات وغيرها، بانتظار اللاشيء.
أما أم أحمد فتقول، جمعت من الأراضي الزراعية، بقايا روث الأغنام، جهزت ما يكفي لأسبوع، ولكن اضطررت لأن استخدم ما جمعته للطبخ على النار، فجرة الغاز أكثر من 300 ليرة تركية.
تعلو نداءات الاستغاثة من المنظمات، ومنسقو الاستجابة يحصون الفقر ومن تحت خطوطه، ومازالت المخيمات تقع تحت رحمة الفيتو الروسي في قرار إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، وخصوصا ونحن على أعتاب انتهاء المدة، ولم تدخل سوى قافلتين صغيرتين نسبيا من معابر النظام.
عادل الأحمد/ تقرير خبري