بعد مرور أكثر من 50 يوماً على التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى جانب قوات الأسد، عمل النظام السوري على تدعيم و توطيد العلاقات مع روسيا بين المواطنين السوريين. لم يكتف النظام السوري فقط بالدعم العسكري الذي قدّمته له حليفته روسيا في قصف مواقع المعارضة السورية و المدن و البلدات الآمنة، فقام مؤخراً بالترويج للغة الروسية في معظم المؤسسات التعليمية في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
تحدّث وزير تربية النظام السوري هزوان الوز في تصريحات إعلامية أن “الوزارة قد انتهت من جميع الاستعدادات لتعليم اللغة الروسية في كثير من مدارسها ابتداءً من المناهج التعليمية إلى المعلمين و المدرسين، بالإضافة إلى ذلك ستقوم الوزارة باستقدام 450 معلمة روسية لتدريس المادة ” ، و أعلن النظام السوري أنه و انطلاقاً من بداية العام الدراسي الجديد، سوف تكون اللغة الروسية موجودة في المنهاج السوري، و أن للطالب حرية الاختيار بينها و بين اللغة الفرنسية ابتداءً من المرحلة الإعدادية، أما اللغة الانكليزية فستبقى لغةً ثابتة.
و بالنسبة للشعب السوري الذي يقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فترتبط اللغة الروسية في أذهان المواطنين بموقف سياسي بحت يتّبعه النظام للدفع باللغة الروسية بالانخراط في عقول الأطفال منذ صغرهم كي يعلّموهم تلك اللغة و يقوموا ببناء عقولهم على فكرة توحّد الآراء و الأفكار الروسية السورية.
أما أهالي المناطق المؤيدة للنظام، فقد اعتبروا أن قيام النظام السوري و وزارة التربية بهذه الخطوة، هو تعبير بسيط عن شكر و امتنان من سورية لموقف روسيا المشرف من الأزمة السورية و مشاركة قوات الجيش في ضرب مواقع العصابات المسلحة و الإرهابيين كما يحلو لهم تسميتهم، و أنه أقل ما يمكن هو أن يتعلم أبناء سوريا منذ الصغر اللهجة الروسية و الأدب الروسي.
ماهر أحد أساتذة المدارس في مدينة اللاذقية يقول : “نواجه صعوبات كبيرة في تعليم الطلاب للغة الروسية، كوننا لا نملك أي خلفية عن هذه اللغة و سوف يلاقي الطلاب معاناة و مشقة في تعلّمها” . طائرات روسية و جنود روس و آليات عسكرية لم تكن كافية لدى النظام، بل دفع باللغة الروسية أيضاً ليعمل على إدخال الثقافة الروسية في أذهان الأطفال ليكبروا و هم متقنين لتلك اللغة، ظنّاً منهم أن روسيا قد ساهمت في يومٍ من الأيام في حل أزمة بلادهم و هي على العكس تماماً قامت بالاشتراك معه بذبح أبناء شعبه.
محمد تاج
المركز الصحفي السوري