طال الغلاء كافة المواد الغذائية الأساسية في مناطق نفوذ النظام، بعد تحليق أسعارها أضعاف قدرة السوريين الشرائية.
باتت الأطباق المحتوية على اللحوم حلم الكثير من العائلات في سوريا في ظل تحليق أسعار اللحوم بنسبة تجاوزت 200٪.
وصلت أسعار مادة اللحم في أسواق مناطق النظام لحد لم تعد هناك إمكانية لرفعها أكثر، فقد تراوح سعر كيلو لحم الخاروف حوالي 20 ألف ل، ولحمة الغنم 19 ألف ل، ولحم العجل 17 ألف ل، فيما سجل لحم الدجاج سعراً قارب 4800 ل. س للكيلو الواحد.
ذاك الغلاء حرم الكثير من الأسر السورية اللحوم لأيام وشهور، الأمر الذي يُفاقم حالات نقص التغذية المنتشرة بكثرة بين المواطنين في ظل ارتفاع معدلات الفقر.
وقد أدت جملة من العوامل إلى ارتفاع الأسعار على رأسها تهاوي الليرة السورية مقابل الدولار وارتفاع سعر الأعلاف ومستلزمات تربية المواشي والدواجن من محروقات التدفئة وماء وأدوية، يضاف لها تهريب الثروة الحيوانية إلى دول الجوار.
كما كان لحرائق الساحل دور في التضييق على لقمة عيش المواطن، فقد أعلنت جمعية اللحامين التابعة للنظام مؤخراً، عن تأثر أسعار اللحوم بالحرائق الأخيرة في المنطقة الساحلية التي أتت على قسم من مادة علف الحيوانات التبن وبعض المراعي الطبيعية للحيوانات التي تتناقص بشكل متزايد منذ اندلاع الحرب في البلاد.
دفع هذا الغلاء إلى انتشار شحنات فاسدة من اللحوم المنتيهة الصلاحية أو غير صالحة للاستهلاك البشري كلحوم الحمير، تم كشفها في الأسواق والمطاعم، حيث تشهد إقبالاً كبيراً لأسعارها المنخفضة. كما تعدى الأمر إلى ذبح وبيع دجاج ومواشي مريضة أو ميتة أو خلط اللحوم الفاسدة المنتهية الصلاحية بالطازجة.
أفضى غياب الرقابة الصحية والتموينية في ظل استشراء الفساد في مؤسسات النظام التي تتلقى الرشاوي للسماح لتلك المواد بدخول الأسواق و انتشار اللحوم الفاسدة والغير صالحة للاستهلاك.
وأجبرت كلف أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء المدنيين على شراء العظام بديلاً عن اللحم. فيما لجأ آخرون لمنتجات لحم اللانشون والمعلبات.
وقد أشارت إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة في شهر حزيران الفائت، إلى أن عدد السوريين الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية ازداد بنحو 1.4 مليون سوري في الداخل، منذ مطلع العام الجاري، وقد بلغت نسبة السوريين ممن يعيشون تحت خط الفقر في البلاد 90٪، بحسب الاحصائية.
تطول قائمة الأطعمة الغذائية الأساسية التي يشتهيها الأهالي في مناطق سيطرة النظام في ظل أزمات طالت مختلف المواد الأساسية، جعلت الناس عاجزة عن تأمين قوت العيش.
وعلى النقيض تماماً، يعيش رموز النظام وثلة من المتنفعين المحسوبين عليه حياة الترف والبذخ على حساب الشعب وموارد الوطن.
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري