عندما صوّر الإعلام ترحيب أوروبا باستقبال اللاجئين، أصبحت أعداد اللاجئين تزداد شيئاً فشيئاً، بسبب تفخيمهم للخدمات الكثيرة التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي للوافدين من رواتب شهرية وأماكن للسكن.
الأمر الذي دفع الكثير من الأشخاص في المناطق الفقيرة والمشتعلة بالحروب لإعادة النظر في موضوع الهجرة نظراً للتسهيلات التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي للاجئين السورين ، فأصبح الكثير من طالبي اللجوء من غير السوريين يذهبون لطلب اللجوء بحجة أنهم مواطنون سوريون ليتمكنوا من الحصول على الامتيازات التي يحصل عليها اللاجئ السوري.
أبو محمد أحد طالبي اللجوء في أوروبا يقول: “خرجت أنا وعائلتي المكونة من والداي وزوجتي وأبنائي الاثنين هربا من بطش النظام، لنقع في مخاطرة كبيرة كان أولها الخوف من الغرق في البحر فضلاً عن مشقة وعناء الطريق الذي لازمنا طيلة فترة سفرنا، حيث كان يرافقنا مواطن فلسطيني أطلعني على بعض أخباره على أنه عمد إلى تمزيق جواز سفره والأوراق الثبوتية التي تثبت جنسيته الفلسطينية كي يدعي أنه مواطن سوري ، ليحصل على ما يحصل عليها طالب اللجوء السوري في دول اوروبا”.
شاركت بعض دول اوروبا في استقبال اللاجئين لكن التسهيلات الكثيرة التي قدمتها حكومة المانيا والسويد للوافدين جعلها الدول الأكثر مقصداً من قبل اللاجئين ، حيث تقول إحصائيات رسمية تابعة للأمم المتحدة عن وجود أكثر من 140 ألف لاجئ في هاتين الدولتين ، في حين قامت دول أخرى بمنع دخول اللاجئين إلى أراضيها من خلال سَنِّ قرارات لإيقاف تدفق اللاجئين، حيث قامت كل من مقدونيا والمجر بإقامة جدران لمنع دخول اللاجئين الغير شرعيين وإصدار قوانين بالسجن لكل مهاجر غير شرعي يدخل اراضيها عن طريق التهريب ، بسبب عدم مقدرة هذه الدول على تأمين مستلزمات الحياة لهم وعلى الرغم من كل هذه القوانين ، الا أن الهجرة استمرت بالازدياد حيث أصدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إحصائيات تدل على وصول أكثر من 350 ألف طالب لجوء لدول أوروبا أكثر من ثلث طالبي اللجوء يتوجهون لألمانيا والسويد.
محمد شاب من إدلب يقول: “بعد اتخاذ قرار بالهجرة خارج سوريا كان وجهتي هي السويد لأن أقربائي هناك أخبروني أن حكومة السويد تقدم الكثير من الخدمات لطالبي اللجوء”.
وبعد ازدياد وتيرة العنف من قبل النظام والتدخل الأجنبي الداعم له واشتعال معارك وجبهات جديدة ، ازدادت أعداد السوريين الهاربين من سورية بحثاً عن مناطق أكثر أماناً، مما زاد عدد الغارقين في البحر ليصل لأكثر من 3 آلاف بحسب تقرير الأمم المتحدة.
فيما اختلف وزراء بعض الدول الأوروبية حول قضية اللاجئين السوريين، فمنهم من رد بالقبول على قضية استقبالهم وتأمين حياتهم في موطن اللجوء، بينما البعض الآخر عارض فكرة استقبالهم لما لهم من تأثير سلبي على اقتصاد البلاد.
لم يخرج السوريون من بلدهم حباً بالنزوح أو اللجوء بل من أجل البحث عن حياة أفضل في ظل صمت عالمي عن مساندتهم لتخليصهم من الحرب ليبقى السؤال إلى متى سيبقى العالم غافلاً عن وضع السوريين؟!.
مصطفى العباس