كلنا شركاء:
لا تبحثوا في اللاذقية عن “هيبة الدولة”..بهذه الكلمات عنونت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، تقريرها حول الفلتان الأمني الذي تعيشه محافظة اللاذقية، وسط تفشي جرائم القتل والسرقة، وعدم قدرة النظام وقواته على ضبطها.
وأشارت الصحيفة الموالية لنظام بشار الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني، إلى أنه باتت جرائم القتل والسلب والخطف في اللاذقية تطغى على أخبار الحرب، وسط سباق بين شرطة المدينة و”زعرانها” لاستعادة “هيبة الدولة”. مؤكدة أن جريمة قتل أسبوعية وسرقة عشرات السيارات، هما أكثر الكوابيس التي يعانيها أهل اللاذقية.
ونقلت الصحيفة عن أبناء اللاذقية سخريتهم من مصطلح “هيبة الدولة” التي يحاول النظام إثباتها، مشيرة إلى أن الهيبة باتت “مرحومة” كما يسميها بعض أبناء المدينة، الذين يحاولون تذكير الحكومة بضبط المدينة الغارقة في الفوضى والفساد.
وأكدت الصحيفة أن جريمة قتل واحدة تقع أسبوعياً في المدينة، إما بغرض تصفية الحسابات أو الشجار، أو يأتي عقب عملية خطف بغرض المال، وأن محاولات القبض على عصابات القتل والتشليح، وملاحقة سيارات مشبوهة، وإزالة “فيميه” لسيارات تابعة لجهات مقاتلة إلى جانب قوات النظام على الجبهات، أضحت أخطاراً يواجهها عناصر الشرطة بشكل يومي خلال تأدية عملهم وتنفيذ الأوامر بضبط المدينة.
وتحدثت الصحيفة عن جريمة قتل الطفل أحمد سالوخة، بعدما جرى خطفه على أيدي عصابة مكوّنة من 4 شبان، بغية الحصول على فدية، ليصار إلى قتله لاحقاً. وتكرر الأمر بعد كشف عصابة خطف أُخرى في مزارع قرية سقوبين، تضم 3 أشخاص، وتحرير 4 مخطوفين لديها كانت قد احتجزتهم مقابل الحصول على فدية. ويأتي ذلك كله بعد إعلان قيادة الشرطة، مطلع الشهر الحالي، إلقاء القبض على عصابة “تشليح” كانت قد سلبت مواطناً وقتلته، الشهر الفائت.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من محاضر الضبط لدى شرطة المدينة، لسرقة عشرات السيارات خلال الشهرين الفائتين، في ظل انتشار مستمر لدوريات تقوم بتفتيش السيارات بشكل مفاجئ، لكن كل ذلك من دون جدوى.
كما تحدثت الصحيفة عن كثرة الشجارات التي تنتهي غالباً بالقتل، وتبرز بعض التفاصيل من بين محاضر الشرطة المتعلقة بالحوادث لتوضح حجم المشكلة؛ فمثلاً، في حادث تسبّب في مقتل شخصين في شجار حدث في حيّ الفاروس، تم استخدام قنبلة خلاله، إضافة إلى تعديات بالضرب تحدث بين الفينة والأُخرى، من بينها حوادث متكررة نالت من أطباء مقيمين في مشفى تشرين، عبر أشخاص يرتدون زياً مموّهاً، اعتادوا الاعتداء على عاملين ضمن عملهم الرسمي لمجرد شعورهم بالغضب والاستفزاز.
ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط قوات النظام العاملين في المدينة (لم تذكر اسمه)، قوله إن المشكلة تكمن في انتماء أعداد كبيرة من الشبان إلى ميليشيات متعددة تعتبر نفسها ممثلاً للدولة أيضاً، وأحياناً فوق قانون الدولة.
وأوضح الضابط أن هوس هذه الفصائل هو جمع أكبر عدد من المتطوعين تحت لوائها، مقابل تسليم كل منهم بندقية، وهي تسعى باستمرار لحماية عناصرها وتهريبهم من مسؤوليات الاصطدام مع الشرطة، في ظل غياب قوانين تضبط عملها وعناصرها خارج الجبهات.
ولفت الضابط إلى أن هناك توجهات لضبط الوضع الأمني في اللاذقية، غير أنه لا رادع قوياً ضد هؤلاء المتفلّتين من العقاب في أحيان كثيرة، على حد قوله.