زهرة محمد – خاص المركز الصحفي السوري
يعيش اللاجئ السوري في المملكة المغربية وضعا أقرب للمزري حسب شهادات، فمع فرض منع سفر للسوريين بعد الحرب الدائرة بات، السوري بين أمرين أحلاهما مر، الأول هو أن يكون مهاجر غير شرعي ينتظر أن تتاح له فرصة العيش الكريم، وظروف قاسية تمر بالسوري لتجدد مأساته التي مازال آملا في حل لها بعد سنوات من العيش في المغرب .
رحلات الهروب منذ البداية
منذ عام2011 بدأت أوضاع السوريين تأخذ منحا لم يكن موجودا في التنقل بين سوريا والمغرب ولكن مع استمرار الحرب الدائرة بدأت المعانة من منع السوريين حق السفر إلى الأراضي المغربية، وبدأت العائلات التي تنوي المجيء للمغرب التنقل بشكل غير شرعي عن طريق الجزائر وموريتانيا .
( أبو الجود ) احد الوافدين من الجزائر عبر وجدة، يقول ( أتيت إلى المغرب في 2013) كان ألأمر شاقا فقد سافرنا من تونس إلى الجزائر بشكل غير شرعي ثم أتينا إلى المغرب أيضا بشكل غير شرعي، ولكنه بالنسبة ليومنا هذا يعتبر سهلا حيث كان المهرب آنذاك يتقاضى حوالي 160 دولارا إلى 200 على الشخص، أما الآن فهو يتقاضى أكثر من 500 دولار هذا إن وجد، وأضاف التهريب عبر الجزائر بدأ بالانحسار وقلّ كثيرا نظرا للإجراءات التي تمارس في التدقيق على الحدود وترحيل كل من يكتشف أنّه هارب عن طريق الجزائر..)
إقامات غير متاحة وأوضاع تضيق على تحركات السوري !
يعتبر اللاجئ السوري مهاجرا غير شرعي في المغرب، لأن الدولة المغربية لا تعترف باللجوء في أرضيها، وقد منحت المغرب أوراق الإقامة للأجانب في عام 2014 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يصدر منح أي إقامة للاجئين أو المهاجرين، مع العلم أن الدولة المغربية قامت في العام المنصرم 2017 بأخذ بيانات السوريين الذين لم يمنحوا الإقامة الرسمية في البلاد وغيرهم من المهاجرين من الدول الأفريقية المجاورة، وقد طال الانتظار حسب الشهادات و كثرت التساؤلات حول منح الإقامة من رفضها، ويبدو أن هناك العديد من الطلبات التي رفضت لسبب أو لآخر حسب ما قال موظفون وهو السبب في عدم الرد حتى الآن، و قد توجهنا بعدد من الأسئلة ((للمجلس الوطني لحقوق الإنسان)) في الرباط من أجل الحصول على إجابة علما بأن المجلس بات مكلفا بالملفات المرفوضة في الحصول على حق الإقامة الشرعية، ولكن لم يتم الرد على الأسئلة أبدا .
أحمد وزوجته لاجئان سوريان مقيمان في مدينة طنجة، وقد تقدما بأوراقهما ولكن لم يأتي ردا أبدا ( لقد قدمنا أوراقنا من أجل الحصول على الإقامة، وترددنا كثيرا على الولاية كي نعرف إن كان تم القبول أو الرفض، إلا أن الجواب كان دائما بأن الأوراق في العاصمة ولم يأتي البت فيها) أمّا جمال أيضا في نفس المدينة فقال أنّه توجه أكثر من مرة إلى الولاية ثم إلى مركز شؤون الأجانب المسؤول عن الطلبات كي يتقدم بطلب إذنا للعمل ريثما يحصل على إقامته، فأجابه الشرطي المتواجد بعد عدة أسئلة بأسلوب عنصري حسب تعبيره ( يكفي أننا قبلناكم في أرضنا، تريدون أيضا الحصول على إذن عمل أيضا ) وما كان من جمال إلّا أن رد عليه ( أريد العمل عائلتي بحاجة للمال هل تريدون مني التسول) وعندها قال له الشرطي لاتقوّلني أي شيء لم أٌقله) وبعدها انصرف جمال دون أي رد شاف وبقي حسب رأيه بجواب معلق كأمله في الحصول على عمل كريم بسبب أوراقه ! .
و يشير خالد الأسعد وهو مدير صفحة ( السوريون في المملكة المغربية ) والتي تستقبل وتستقطب عددا كبير من السوريين الذين يتوجهون له بالاستفسارات و أيضا يتم التواصل عبر الصفحة وإيجاد فرص عمل وغيرها من الشكاوى
((أن مستقبل السوريين في المغرب حسب الوضع الحالي مستقبل مجهول ومضطرب المصير مع عدم الاكتراث بوضعهم من قبل المعنيين، ويضيف أن الكثير من السوريين توجه إلى أوربا لأنه وجد فرصة في العيش الأفضل ومنح الأوراق بشكل جيد هذا بالإضافة للعيش الكريم ومنحهم المساعدات مقارنة مع المتواجدين في المغرب الذين لا يجدون أملا في حياة أفضل أو منحهم حق اللجوء على الأقل …)) ويضيف إن من أكثر الشكايات والمشاكل التي تعترض السوري هو حق لم الشمل من قبل العائلات التي تتكون من مغربيات وأزواج سوريين وهذا مؤلم للغاية فالكثير منهم لا يملك أي أمل في جمع عائلته كونه سوري .
هذا ويعتبر وضع السوريين مهددا في حال لم يتم الحصول على الإقامة، لأأن أغلبهم قد يتم انتهاء صلاحية جوازات سفرهم دون تجديد كون الكثيرين منهم لا يستطيع السفر بلا الأوراق الرسمية والتي تتيح حق التحرك خارج المملكة أو العودة إلى سوريا .