انتشرت في الأسابيع الأخيرة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيس بوك” يديرها أتراك باللغة العربية تستهدف تشوية صورة تركيا بشكل ممنهج؛ وتحاول تجميل صورة تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي الذي يقف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو/ تموز المقبل.
وتظهر هذه الحسابات أنها تُدار من قبل منتسبي “التنظيم الموازي/ فتح الله كولن” الإرهابي من أماكن غير معلومة.
وعبر البحث التقني تبيّن أن هذه الحسابات، جرى إنشاؤها بعد أيام قليلة من محاولة الإنقلاب الفاشلة؛ ويديرها أشخاص يجيدون اللغة العربية ينتهجون من خلالها؛ محاولات تبرئة “الكيان الموازي” من جريمة الانقلاب؛ وتضليل الرأي العام العربي بالأخبار الكاذبة والمفبركة التي تهدف لتشويه صورة الدولة التركية.
ومن أبرز الأكاذيب التي تروجها هذه الحسابات أن هذا الانقلاب “أكذوبة وتمثيلية مصطنعة على غرار ما ادعاه غولن في أحد لقاءاته الإعلامية ووصفه بأن ما حدث هو فيلم هوليودي”.
بالإضافة إلى تحسين صورة فتح الله غولن، واعتباره “شخصيةً إصلاحية وبعيدة عن الانقلابات”.
وكذلك ترويج الادعاءات بأن هناك تعذيب للمعتقلين المشاركين في الانقلاب بتركيا وتكرار ما تردده بعض وسائل الإعلام الغربية.
وتتخذ هذه الحسابات بعض الأسماء التي تربطها بتركيا وتجعلها محل ثقة لدى الرواد العرب؛ مثل “ماذا يحدث في تركيا؟”، “الحصاد التركي”، “همس الحقيقة”، “حجاز خبر”، “وورلد نيوز 21″، “لسان الحقيقة”، “مجلة حراء”، “نسمات”.
ومن الحسابات أيضاً التي ترتبط بالحسابات المذكورة هو “زمان عربي” الصحيفة المغلقة لـ”الكيان الموازي” في تركيا وتستمر في النشر على الانترنت باللغة العربية.
وتقوم تلك الحسابات بترجمة مقالات ومقتطفات من كلام الصحفيين المعروفين بانتمائهم للكيان الموازي على رأسهم أكرم دومنلي، أمره أوُصلوا، وكريم بالجي، فاورق ارسلان، عثمان شيمشك، مجدت كازان، حسن جوجوك، ماهر زينلاوف، فؤاد باران وغيرهم.
كما تقوم حسابات تحت اسم “نسمات” و”مجلة حراء”؛ بتجميل صورة “التنظيم الموازي” وزعيمه فتح الله غولن بأقوال وجمل تحمل صبغة أدبية ووعظية لا تعبّر عن حقيقة التنظيم.
ومن أبرز الأسماء التي تروج لهذه الحسابات على ساحة التواصل الاجتماعي صحفيين يُعرفون بانتمائهم لتنظيم “غولن” ولهم ارتباطات بالعالم العربي؛ “نوزات صفاش” مدير تحرير مجلة “حراء” التابعة لتنظيم غولن؛ وكذلك “تورغوت كارا محمد اوغلوا” مسؤول صحيفة “زمان” في القاهرة والمقيمان في مصر.
وتبرز تلك الشخصيتان بخروجهم في الإعلام العربي والمصري المناهض لتركيا ويقومون فيه بالدفاع عن “الكيان الموازي” وتشويه صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والترويج لقناعات موجهة أبرزها أن “كل ما حدث في تركيا هو من تخطيط أردوغان”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول للأنباء