كشفت شبكة “سكاي نيوز” الأمريكية عن مسودة الوثيقة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى روسيا، حيث تقترح واشنطن تشكيل مجموعة تنفيذ مشتركة مع موسكو مقرها العاصمة الأردنية، مهمتها “توسيع التنسيق” بين البلدين في اجراءات الطيران والقصف الجوي ضد “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.
وتتضمن مسودة الوثيقة 8 بنود، والتي من المفترض أن يناقشها وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” خلال زيارته إلى موسكو حيث سيلتقي نظيره، سيرغي لافروف، والرئيس فلاديمير بوتين.
وتنص مسودة الوثيقة على.
– تقترح واشنطن تشكيل مجموعة تنفيذ مشتركة مع موسكو مقرها العاصمة الأردنية، عمان، مهمتها توسيع التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في اجراءات الطيران والقصف الجوي ضد “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.
– يضم المركز الرئيسي لهذه المجموعة أفراداً في المخابرات المركزية من البلدين، ومتخصصين في تخطيط الحرب، والتسليح، والتشغيل وغيرها من المهام العسكرية والخدمات اللوجستية، ولم يتم تحديد عدد الموظفين المقترحين من البلدين.
– ينص الاتفاق على ضرورة التنسيق بين المشاركين في العمليات العسكرية ضد جبهة النصرة وداعش، وتبادل المعلومات الاستخباراتية في هذا الإطار خلال خمسة أيام من تشكيلها. ومع التقدم في التنسيق يتم رفع مستوى التعاون بين المشاركين، إلى إجراء عمليات عسكرية متكاملة مشتركة.
– وفور اجتماع مجموعة التنسيق الأميركي الروسي ووضع أهداف مشتركة تستهدف جبهة النصرة وداعش معاً، ومن ثم البت فيها من قبل حكومتي البلدين والقوات الجوية في البلدين، على أن تبدأ العمليات المتكاملة التي تشمل تعاونا روسياً اميركياً في القتال.
– في مقابل الحصول على مساعدات الولايات المتحدة ضد جبهة النصرة، ستكون هناك حاجة من قبل الجانب الروسي للحد من الضربات الجوية على أهداف يتفق الجانبان عليها، لضمان أن سلاح الجو السوري لا يستهدفها وتتضمن مواقع محددة لقوات المعارضة المعتدلة.
– يمكن للقوات الجوية الروسية ضرب جبهة النصرة، من جانب واحد إذا كان هناك “تهديد وشيك” على قواتها. مع عدم السماح للنظام السوري بقصف الجماعة المرتبطة بالقاعدة في مناطق معينة تشهد نزاعا بين الجبهة وفصائل معارضة (يتم تحديد هذه المناطق لاحقا).
– تتفق جميع هذه الإجراءات مع الشروط التي سبق وضعها حول وقف الأعمال العدائية، وتنص الوثيقة، على ضرورة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار الذي تم خرقه مرارا.
– يعاد استكمال هذا الاتفاق بحلول 31 من تموز الجاري، من أجل مزيد من التعاون العسكري والأمني، ووضع خطة شاملة لوقف إطلاق النار ووضع إطار جديد لانتقال سياسي في سوريا.
كيري في موسكو
يأتي ذلك، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” إلى موسكو، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لبحث ومناقشة الأوضاع في سوريا.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الكرملين، “ديمتري بيسكوف” خلال مؤتمر صحفي من موسكو أمس الأربعاء أن بوتين سيلتقي كيري في موسكو، مشيراً إلى أن أبرز القضايا التي سيتمحور حولها اللقاء هي الأوضاع في كل من سوريا، مشيراً إلى احتمال بحث تنسيق عسكري محتمل ضد “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
تعميق التعاون العسكري بين واشنطن وموسكو
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد كشفت في مطلع الشهر الجاري “أن الإدارة الأمريكية اقترحت على روسيا شراكة عسكرية جديدة في سوريا، عبر تعميق التعاون العسكري بين البلدين في مواجهة “المتطرفين”، مقابل أن تتوقف قوات النظام السوري عن توجيه الضربات ضد الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة:” يتلخص جوهر الصفقة في أن الولايات المتحدة تعد بتوحيد الجهود مع القوة العسكرية الروسية في سوريا من أجل تبادل المعلومات وتنسيق توسيع حملة القصف ضد ” جبهة النصرة”.
كذلك ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية قبل أيام أن فريق بوتين، يعكف على دراسة مسودة اتفاق قدمها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لإقامة شراكة عسكرية بين البلدين في سوريا.
دي مستورا يرفض التعليق على الوثيقة الأميركية التي سربت للإعلام
يشار أن المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” قال اليوم الخميس، إن “الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة للنزاع السوري، وذلك بعد تحديد موقفي الولايات المتحدة وروسيا، والتي ستساعد في توضيح العملية السياسية والإنسانية.
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي بجنيف “نريد وضوحاً بشأن كيفية وقف القصف العشوائي وبعض الأفكار عن الانتقال السياسي لتحديد موعد جولة لمحادثات السلام الرامية لوقف النزاع السوري”.
ورفض، في رد على سؤال، التعليق على الوثيقة الأميركية التي سربت للإعلام، وتكشف عن مقترحات أميركية لتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي الروسي الأميركي بسوريا.
تحذيرات من تفكيك “جيش الفتح”
وحذرت مصادر في المعارضة السورية مؤخراً من أن يؤدي التعاون العسكري والاستخباراتي بين روسيا وأمريكا إلى تفكيك “جيش الفتح”، والذي يسيطر على محافظة إدلب ويخوض معارك في ريفي حلب واللاذقية، إلى جانب “فتح الباب أمام انتصار القوات النظامية وإعادة إنتاج النظام بدعم روسي”.
أورينت نت