هاجمت الفصائل الثورية بعد يوم من إطلاق عملية عسكرية ضد مواقع النظام السوري في جبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث تأتي تلك الخطوة في إطار دعم ومساندة الفصائل في جبل التركمان، وبذات الوقت لتخفف الضغط ولمنحهم حرية التحرك وكذلك تسهم في تشتت القرار العسكري لقوات النظام من خلال فتحهم لتلك المعركة والتي أربكت قياداته العسكرية .
وفي حديث خاص؛ أفاد الخبير العسكري والاستراتيجي ” العميد هشام خريسات ” ” نظرا لتفوق الروس من الناحية العملياتية ومسكهم لقواعد الاشتباك من خلال السيطرة الجوية المطلقة، فإن على الثوار أن لا يتمسكوا بالأرض، فأنها ستكون مقتلة لهم وهذا التكتيك أثبت فشله منذ ست سنوات، ويجب أن يعتمدوا سياسة ضرب النظام في العمق والإغارة ليلا، نظرا لعدم امتلاك النظام الأسلحة المتطورة والنواظير الليلية، إضافة إلى أن مقاتليه لا يمتلكوا روح القتال .
وأفاد بأن أغلب مقاتلي النظام من الذين يتم زجهم في الجبهات هم عناصر المصالحات، والبعض يتم جلبهم من الحواجز الطيارة، نظراً لما يعانيه من نقص في العنصر البشري، وهذا يمثل عامل قوة و يساعد في إمكانية الثوار من الإغارة ليلا على تلك القوات واغتنام أسلحة وذخيرة، تساهم في رفع الروح المعنوية لديهم وتساهم في تشتيت قوات النظام ” .
*تعريف عسكري ” لبلدة الحماميات و تل الحماميات “*
هي تلة حاكمة، وتتعبر بوابة السيطرة على ” بلدة كرناز ” الحيوية وليست تعبوية، والتي سترد أهميتها لاحقا، وبالسيطرة على الحماميات وتلّتها تصبح منطقة ” كرناز ” مكشوفة بشكل كامل، حتى عمق 30 كم ناري و نظري، وتمكن من السيطرة على خطوط الإمداد الواصلة إلى كل من ” المغير و الشيخ حديد “، إضافةً إلى عدد من المناطق في ريف حماة الشمالي .
*الأهمية الإستراتيجية للسيطرة على البلدة*
1- السيطرة على ” بلدة الحماميات وتل الحماميات “، تعتبر ضربة قاصمة لقوات النظام وحليفه الروسي، إن استطاع الثوار مسكها والدفاع عنها والاحتفاظ بها لشهر على أقل تقدير، حتى يتم تطوير الموقف التعبوي لصالح الثوار، ولكن المطلوب منهم تطوير الموقف .
2- تعتبر ” بلدة الحماميات وتل الحماميات ” موقعًا استراتيجيًا وهو تعتبر أرضا حيوية وليست تعبوية .
*الفرق بين الأرض الحيوية والأرض التعبوية*
أ- الأرض الحيوية
هي تلك الأرض أو المرتفع أو الهضبة التي تنبع أهمية احتلالها من قبل المهاجم يستحيل على المدافع خوض معركة دفاعية ناجحة ليستردها .
ب – الأرض التعبوية
هي تلك الارض التي تعطي من يسيطر عليها ميزات ذات قيمه خاصة مثل السيطرة بالنار والقطاعات والمراقبة والتخفي والتستر عن النار، وتعتبر جغرافيا ممتاز لضباط الرصد والسيطرة على نيران المدفعية وتوجيه القطاعات الثورية المقاتلة لمهاجمة النظام .
3- تمكن الطرف المسيطر على “بلدة الحماميات و تل الحماميات ” من رصد مساحات واسعة في ريف حماة الشمالي حتى 35 كم .
4- تتيح سيطرة الفصائل الثورية على بلدة الحماميات و تلتها الاستراتيجية إن تمكن من الاحتفاظ بها، و إبعاد قوات النظام والميليشيات الرديفة عن بلدة كفر زيتا و قرية الصخر والبانة والجبين والأربعين، ويذكر أن قوات النظام أقدمت على الهجوم على كل من تل الصخر ومزارع الجيسات انطلاقًا منها مؤخرا .
5- تعتبر من أفضل الموقع الاستراتيجية في إعطاء إمكانية التحكم والسيطرة بالنار والقطعات بالطرق الرئيسية في المنطقة .
6- تعطي أفضلية في إمكانية رصد قواعد والمعسكرات الروسية الموجودة حاليًا في بلدة كرناز و بريديج .
7- تقع “بلدة الحماميات و تلتها” على الطريق الاستراتيجي التعبوي بين بلدتي “محردة السقيلبية” بريف حماة الشمالي الغربي .
8- تل الحماميات لها مدخل واحد وهذا يعني تعرض المهاجم لنيران مسددة حتى يغادر، وبالتالي سيرتفع عدد القتلى حال محاولة استردادها .
9- النظام وبتوجيهات من الروس عمل في السنوات الماضية على تحويل أطراف التل إلى شكل جدار، لا يمكن الصعود إليه مشيًا على الأقدام، لذلك كان للسلالم الدور الأكبر في وصول الثوار إلى قمة التلة وهي بادره تستحق الإهتمام والتقدير.
10- من يسيطر على ” بلدة الحماميات وتلتها” يتمكن من وصل محوري تل الصخر والجبين ومن يخسر التل يخسر تل الصخر والجبين الاستراتيجيين.
11- تعتبر الأرض التالية المحيطة بتل الحماميات أرض حيوية وليست تعبوية وللاحتفاظ بالحماميات وتلتها لابد من مسك الأرض دون خساره أي منها.
أ – الجبين
ب – مدرسة الضهرة
ت – تل ملح
وتأتي الخطورة بسقوط الحماميات وتلتها الاستراتيجية لارتباطها بالقواعد التعبوية التالية .
1- يجب مسك الأرض في بلدة ” كرناز ” وتعتبر البلدة أكبر المناطق القريبة من “مدينة السقيلبية” وهي تمثل الخط الدفاعي الثابت والمهم لمنطقة “بلدة محردة و ريفها” ولكن على الرغم من أهميتها، فلا يمكن الإحتفاظ بها إذا لم تتم السيطرة على بلده الحماميات وتلتها الاستراتيجية .
2- الاحتفاظ ببلده “كرناز” يعني السيطرة النارية على ثلاثة قواعد عسكرية لقوات النظام والميليشيات الرديفة والحواجز المحصنة جيدا .
أ – المغير
ب – الحماميات
ت – بريديج
ث – حاجز قرية الصخر
3- الأهمية الاستراتيجية والتعبوية لمسرح العمليات الاستراتيجي، والتي تمثل صلة الوصل بين “الريف الشمالي لحماة” و منطقة “سهل الغاب” في الريف الغربي .
4- القصف المستمر من الحواجز والقواعد العسكرية باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في بلدتي اللطامنة و كفرزيتا.
*التوصيات المقترحة*
عملت قوات النظام أثناء بسط سيطرتها على تلة الحماميات في السنوات السابقة على تدشيمها بشكل حرفي وتحصينها بالخنادق الدفاعية المتعددة، مما أسهم في تأخير إعلان تحريرها وأتاح الفرصة لجلب قوات رديفة للدفاع عنها، بينما النظرية التعبوية لدى الثوار تكون ضعيفة وذلك يعود لعدم تمكنهم من الحصول على وسائط الدفاع الجوي، وكذلك دخول الجيش الروسي على خط الموجهة والمساهمة بشكل فعال باستهداف البلدة بعشرات الغارات و بقوة تدميرية كبيرة جدا، مستخدما سياسة الأرض المحروقة، حيث ظهر ذلك جلياً بالصور الجوية المتداولة عبر وسائط التواصل الإجتماعي لحجم الدمار في البلدة .
المركز الصحفي السوري _ مصطفى النعيمي