أصدرت محكمة ألمانية في فرانكفورت أمس الإثنين 16 حزيران (يونيو) حكمًا بالسجن مدى الحياة على الطبيب السوري علاء موسى (Alaa Mousa)، البالغ من العمر نحو 40 عامًا، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال عمله في المستشفيات والسجون التابعة لنظام الأسد البائد في عامي 2011–2012 .
الجرائم المنسوبة إليه: إدانته باغتيال شخصين وتعذيب تسعة آخرين بطرق وحشية، من بينها كسر العظام من دون مخدّر، سكب سوائل قابلة للاشتعال وحرق الأعضاء التناسلية، إعطاء حقن قاتلة، والتسبب في وفاة سجناء .
طبيعة الجريمة: اعتبر القاضي كريستوف كولر الطبيعة “سادية” لدى المتهم، إذ ارتكب هذه الأعمال ضد معتقلين اعتبرهم “أدنى منه” .
شهادة الشهود: أكثر من 50 شهيدًا أدلوا بشهاداتهم في ما لا يقل عن 190 جلسة امتدت على مدى ثلاث سنوات، رغم تهديدات وتخويف.
ويذكر أن علاء موسى وصل إلى ألمانيا عام 2015 وعمل كطبيب عظام، ثم تم التعرف عليه من قبل بعض الضحايا أثناء بث وثائقي في 2020، ما أفضى للاعتقال.
تمّت المحاكمة استنادًا لمبدأ الولاية القضائية العالمية، هذا المبدأ الذي يسمح بتوقيع عقوبة على جرائم إنسانية وقعت خارج الأراضي الألمانية طالما المتهم متواجد على أراضيها.
أهمية المحاكمة:
1. تمثل سابقة تاريخية في تطبيق مبدأ “الولاية القضائية العالمية” لمحاكمة مسؤولين سوريين، بعد محاكمة ضابطين آخرين.
2. تُعدّ إنجازًا لضحايا النظام السوري الذين تمكنوا من اعتراف العدالة الدولية بهم، رغم مرور سنوات على الجرائم.
3. الحكم لم يقض فقط بالسجن، بل تلاه وضعه في الاحتجاز الوقائي الدائم (preventive detention)، مما يعني عدم إمكانية إطلاق سراحه بعد 15 عامًا، وهو الحد الأقصى في القانون الألماني للسجن مدى الحياة.