ألقت الشرطة الفرنسية يوم 13 تشرين الأول (أكتوبر) القبض على امرأة فرنسية مسلمة في العاصمة باريس بعد أن أبلغت عنها إحدى جاراتها لاستخدامها التحية الإسلامية التقليدية “السلام عليكم” مع العمال في مبنى سكنهم، مع استمرار تصاعد التوترات بشأن الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وتمت مشاركة منشور على نطاق واسع، يفيد بإيداع امرأة في حجز الشرطة لأنها قالت فقط “السلام عليكم” للعاملين في بنايتها، وفقًا للقصة التي تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
نشر موقع “Check News” مقالًا ترجمه مركز الصحافة الاجتماعية بتصرف، جاء فيه أن النيابة العامة قدمت رواية مختلفة مؤكدة أن موكلة المحامي نبيل بودي قد تم وضعها في حجز الشرطة بسبب تعليقات زعمتها جارتها “س” مقدمة البلاغ ،وهي تعليقات مختلفة عن تلك المذكورة “السلام عليكم” فقط ومنها “الله أكبر” و “إن شاء الله” والذي يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك الإيداع في حجز الشرطة بتهمة التهديد بارتكاب جريمة على أساس الدين .
ولم يذكر الادعاء تفاصيل التعليقات التي زعمتها صاحبة الشكوى ويشير المصدر نفسه إلى أن إجراء يستهدف موكلة المحامي نبيل بودي تم فتحه يوم 13 تشرين الأول (أكتوبر 2023) إثر شكوى مقدمة بمدينة رويل مالميزون”، موضحًا أن “استمرار التحقيقات أدى إلى رفع الحراسة على ذمة مواصلة الإجراءات”.
وأوضح المحامي نبيل بودي، الذي تم الاتصال به لـ Check News، أن موكلته، التي رغبت في عدم الكشف عن هويتها ، تعترف بوجود مشاكل بسبب الدين في الحي لكنها تنفي أي تهديد، و بدورها قدمت شكوى في 13 أكتوبر بتهمة “الإدانة التشهيرية”.
الأم نورا، وهي في الثلاثينيات من عمرها، تأثرت بشدة، من الحادثة.
تبدأ القصة بطريقة بسيطة، وفقًا لوصف الحقائق التي قدمتها الأم نورا في الشكوى المقدمة ضد جارتها “س”. بتهمة التشهير، في 13 أكتوبر، والتي تمكنت Check News من الرجوع إليها جزئيًا، كما أن موقع Check News لم يتمكن من الوصول إلى الشكوى الأولى التي قدمتها “س”، مما منع الوصول إلى روايته للأحداث.
وفي 12 تشرين الأول (أكتوبر) ، جاء عمال فنيون إلى منزلها لتنظيف فتحات الهواء، و بعد ذلك، تنتقل نورا مع طفلها البالغ من العمر 11 شهرًا الذي تحمله بين ذراعيها ، مع العمال الفنيين إلى منزل أحد الجيران حيث لديها مجموعة من المفاتيح من أجل تنفيذ نفس عملية التنظيف التي أجريت في بيتها،
في الطابق السفلي ، تلتقي بجارتها العجوز التي تُرك بابها مفتوحًا. ثم يحدث تبادل قصير متوتر حول مفاتيح الجار الآخر، مرة أخرى وفقًا لنورا. وبمجرد دخول “س” إلى الشقة، تبدأ الأخيرة في مناقشة مع الفنيين في العمل الذين “تبين أنهم مسلمون مثلي”. تحدثنا عن مشاكل الأسرة. عندما غادرنا الشقة، قمنا بتحية بعضنا البعض باللغة العربية “السلام عليكم” . كانت هناك كلمات مثل “إن شاء الله” و”الله أكبر”، لكن هذه مجرد تعبيرات مهذبة.
وعندما عدت إلى باب الجارة صاحت ـ بحسب رواية نوراـ : ” تحيا إسرائيل” أثناء قيامها بعمل في بيتها . وبحسب الشكوى التي قدمتها نورا، ارتفعت حدة النبرة بين الساكنتين. “قلت لها: اذهبي للعلاج أيها المجنونة”؛ فأجابت: سأقدم شكوى ضدك.
سوف ترين ماذا سيحدث لك.” وتزعم نورا في شكواها أنها لم تتعرض للتهديد قبل ذلك أبدًا. ويضيف محاميها نبيل بودي أنها زودت المحققين باتصالات الفنيين اللذين شهدا الحادث.
كما ذكرت نورا في شكواها عدة فترات من التوتر مع هذه المقيمة. وكانت الأخيرة قد هاجمت، على سبيل المثال، زوجها قبل يومين بعد أن صرخت – مرة أخرى – “تحيا إسرائيل”. ووفقا لها، فإن الجارة تبعته أيضا إلى الشارع، بينما كانت برفقة طفليها. “طلبت منها التوقف عن إهانتي. فقالت إن ما كنت أفكر فيه كان قذرًا . وفي مرة أخرى، تقول نورا إن “س” هاجمتها لفظيًا، وطلبت منها على وجه الخصوص “تغيير البلد”.
وبعد حادثة 12 تشرين الأول (أكتوبر) ، كانت المرأتان قد التقتا مرة أخرى في وقت لاحق من اليوم، وكانت “س” “تكرر كلماتها”، في صباح 13 أكتوبر/تشرين الأول، استجابت نورا لاستدعائها، وبالتالي تم وضعها في حجز الشرطة لأكثر من خمس ساعات.
يقول المحامي:”يجب أن يكون قدر التقدير متناسبًا ومرتبطًا دائمًا بالوقائع. وهذا الذي جرى أمر لم يسمع به من قبل في سياق المشاكل في الأحياء، إلا إذا كان هناك تهديد بالسلاح أو العنف. هناك مشكلة في تناسب الإجراء ”، يقول المحامي. وكما أشار في تغريدته، أوضح ضابط الشرطة القضائية أن هذا القرار مرتبط بـ “الأجواء الحالية” في إشارة إلى ما يحدث في فلسطين و خوف البعض في الغرب حتى من العبارات الإسلامية و تفسيرها على غير مرادها.