انتشار أسلحة كبير و أجهزة جديدة لم يعهدها المواطن السوري قبل الأزمة بل وحتى عناصر الأمن السوري لم يكونوا يحملونها إلا كبار الضباط والعمداء فقد انتشرت أجهزة اتصالات حديثة تخص اتصالات الحرب والمحاربين كجهاز الاتصال اللاسلكي ” القبضة ” التي انتشرت بشكل كبير بين عناصر كتائب الثوار وفي الآونة الأخيرة تداولتها الفئة العامة من الشعب.
للقبضة أهمية كبيرة عند عناصر كتائب الثوار ولا سيما في المعارك والحروب فهي تؤمن لهم التواصل مع بعضهم البعض خلال المعركة ويستطيعون من خلالها معرفة الأوامر والتعميمات ويتجسس بعض المحترفين فيها إلى قواعد الطيران التي تصل الطيار بالقاعدة فيستطيعون معرفة أوقات إقلاع الطائرة ومنطقة عملها ويرصدون محادثات الطيار مما يفيده في المعركة ويقومون بإبلاغ المقاتلين على الجبهات ليأخذوا الحذر.
“أبو مسلم” أحد العناصر من كتائب الثوار يقول : ” تفيدنا القبضة بشكل كبير خلال المعارك التي نخوضها مع النظام فنستطيع التواصل خلال المعركة بها، ونستطيع معرفة وجهة الطيران وأماكن عمله مما يساعدنا في تفادي الخطر ” .
ولكن القبضة لم تختص بالمقاتلين فقط إذ لاقت انتشارا كبيرا بين فئات الشعب العامة ففي المناطق التي يتم تحريرها من قبل كتائب الثوار تنتشر القبضة فكثرة هجمات الطيران أجبرتهم على شرائها كونها ترصد تحركات الطائرات لتساعدهم على التنبه وأخذ الحيطة والحذر فلا تكاد تقابل شخصا في المناطق المحررة إلا ومعه ذلك الجهاز، كبائع اللحوم والخباز والصيدلي.
“أبو محمد” من مدينة ادلب يعمل صيدلانيا منذ عشرين سنة يقول : “لم أعرف ما هي القبضة إلا بعد تحرير المدينة بسبب هجمات الطيران المتكررة للمدينة، ما اجبرت على شرائها لتفادي خطر القصف ولأتنبه في حال وجود طيران ،كما أن سعرها زهيد مقابل خدماتها.
ومع هذا الانتشار الواسع كان لا بد من انتشار محلات تبيع هذا النوع من الأجهزة ففي المناطق المحررة لا تكاد تمشي في أي شارع حتى تجد فيه هذه المحلات، وباتت محلات الأجهزة الالكترونية تعرض في واجهتها عددا من القبضات بدلا عن الهواتف الخلوية وتختلف أنواعها و أسعارها حسب مدى تغطيتها اللاسلكية، فيترواح سعرها من نوع لاأخر منها ما هو حديث مع شاشة الكترونية يصل سعرها ل50دولار ومنها بدون شاشة ويصل سعرها ل15 دولار .” .
أجهز خدمها المواطن السوري لتلبي حاجته البسيطة بعد أن قطع النظام وسائل الاتصالات، شعب مع كل محنة يمر بها يجد لها حلول بسيطة ليكمل حياته متحديا كل الصعاب .
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري