أُجبر السوريون على هجر وطنهم وعبور الحدود لبلدان الجوار وأوروبا، طلباً لأسباب الحياة التي فُقدت نتيجة الحرب والتجويع والاضطهاد والملاحقة في سوريا. وسجلت بحسب إحصائيات دولية نسبة مرتفع جداً من العائلات الفقيرة المُهجرة إلى لبنان.
فاقمت أزمات لبنان التي يقاسيها اللاجئون السوريون واللبنانيون على حد سواء، معدلات الفقر بين اللاجئين، يضاف لها حالات التمييز العنصري، وضياع الحقوق، وارتفاع معدل البطالة وغياب الخدمات.
أفادت دراسة مشتركة بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، يوم أمس الجمعة، أن 9 من بين 10 عائلات سورية لاجئة في لبنان، تعيش في فقر مدقع جراء الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وحول أسباب معدل الفقر المرتفع، عزت الدراسة إلى أن الانكماش الاقتصادي والتضخم الحاد وتفشي وباء كورونا، إضافة إلى انفجار مرفأ بيروت، دفعت المجتمعات الضعيفة في لبنان، بما في ذلك اللاجئين السوريين إلى حافة الهاوية”.
ويشكل السوريون حوالي ثلث عدد اللاجئين حول العالم، حيث يتركز 83% من اللاجئين السوريين في دول المنطقة العربية والجوار السوري. وتتصدر تركيا الدول التي تستضيف السوريين بنحو 4 ملايين لاجئ، تليها لبنان التي تقدر عددهم ب 1.5 مليون لاجئ يعدون من أكثر الشرائح ضعفاً وهشاشة في المجتمع اللبناني.
ويشهد سعر صرف الليرة اللبنانية انهياراً كبيراً أمام الدولار الذي سجل اليوم 8300 ليرة للشراء و8350 ليرة للمبيع، ليقابله مضاعفة أسعار المواد الأساسية والغذائية، بحسب الدراسة، منذ أواخر العام الماضي بنسبة 174٪، في ظل تفشي جائحة كورونا وفرض إجراءات الإغلاق التي كان لها هي الأخرى آثار سلبية؛ أدت مجتمعة لضائقة اقتصادية لم تشهد البلاد لها مثيل منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود.
وقد بلغ عدد الإصابات المسجلة رسمياً بفيروس كورونا في لبنان 154.944 من بينها 1259 وفاة بين المصابين.
كما أشارت الدراسة أن العائلات السورية، بحسب الدراسة، تعيش بأقل من 308.728 ليرة لبنانية للشخص الواحد شهريا، ونسبة الأسر السورية اللاجئة بلبنان التي باتت تعيش تحت خط الفقر المدقع، بلغت 89 ٪ عام 2020، مقارنة بـ 55 بالمئة العام الماضي.
وقد سمحت هذه الظروف المعيشية القاسية لليأس بالتسلل إلى قلوب بعض السوريين ليقدموا على الانتحار.
كان أخرها إقدام مهاجر سوري على إحراق نفسه أمام مقر مفوضية اللاجئين في العاصمة بيروت، الشهر الفائت، في احتجاج على تردي الأوضاع المعيشية وعجزه عن توفير العلاج لابنته المصابة بالسرطان.
كما يستضيف لبنان أكثر من 18 ألف لاجئاً من إثيوبيا والعراق والسودان ودول أخرى، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني خاضعين لولاية الأونروا، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
لايملك السوريون الخيار باللجوء أو عدمه بعد أن بات الوطن ساحة قتل واعتقال وتهجير ممنهج، على يد نظام أسرف في سفك الدماء وانتهاك حقوق شعبه، وسط عجز المجتمع الدولي عن حمايتهم ومحاسبة الجناة.
بقلم: صباح نجم/المركز الصحفي السوري