ينهمك خالدٌ باتصالاته معظم الوقت، علّه يجد داعماً لإحدى الحالات لدى فريقه التطوعي، يعمل جادّاً على إيصال الحالةِ إلى من يتبناها ويرعاها، ومعظم الأحيان يشرف وفريقه على مساعدة الحالات، وإيصالها إلى المشافي لتلقي العلاج.
بدأ “خالد” العمل التطوعي، بإمكانياتٍ ضعيفة، وأعدادٍ قليلةٍ من المتطوعين، في مدينة إدلب، تلك المدينة التي باتت اليوم تحوي على الكثير من الفرق التطوعيّة، التي تعمل على مساعدة الناس، وتلبيةِ الاحتياجات لمنكوبي الحرب والفقراء، حتى فاقَ عدد تلك الفرق في هذه المدينة فقط خمسين فريقاً وأكثر، يعملون ليلَ نهار على كافةِ الأصعدة.
يحكي خالد عن قصته التطوعية، وتعتريه ملامحُ الأملِ والعزيمة:
“بدأتُ العملَ التطوعي منذ سنتين، مع مجموعةٍ قليلةٍ من الزملاء، وجميع أهدافنا تصبُّ نحو مساعدة المحتاجين، وتنسيق الجهود نحوهم”
“نعمل ليلَ نهار على إيصال الدعم للمحتاجين، وتنسيقه بينَ الداعمِ والفئة المستهدفة، وأهدافنا إنسانيةٌ بحتة لا نتقاضى عليها أجوراً مادية”
يأملُ خالد أن يستمرَ بأعماله وأن تكبر لتغطي عدداً كبيراً من المحتاجين، فالعمل التطوعيُّ يغذّي روحه ويعطيها حيويةً وأملاً في الحياة، على حدّ وصفه.
“سأستمرُ في العمل التطوعيّ ما دمت أستطيع، فالعملُ يكون خالصاً لوجه الله، وبعيداً عن الماديات والرواتب، ويبعث في النفوسِ أملاً وإشراقاً”
ورصدت التقارير الأممية أن أعداد المتطوعين في العالم بلغت نحوَ “109” مليون شخص، يعملون بدوامٍ كامل، لا يتقاضون على ذلك أجراً، هذه الأرقام كانت خيرَ شاهدٍ على أهمية العمل التطوعي في المجتمع، وأنه حجر أساس في جميع الأنشطة الإنسانية، ودعم منكوبي الحرب والكوارث، فأثبت المتطوعون جدارتهم وإنسانيتهم، وأنهم قادرين على تحمّل المسؤولية بهمم عالية، وإحساسٍ كبيرٍ بالمحتاجين والشعور بهم، كل آمالهم تصب ّنحو السعي إلى تلبية احتياجات الناس.
الصراع في درب الحرية ليس فقط على جبهات القتال، فهناك أبطال حالهم كحال “خالد” الذي نذر نفسه وحياته للعمل التطوعي كل همومه الحالات الحرجة، وفرحته تتوقف عند فرحة المهموم، وإغاثة المنكوب.
إبراهيم الخطيب – قصة خبرية