قـــراءة فــي الـصحـف
كشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية عن قيام النظام السوري بتجنيد المدنيين الفارين من شرق مدينة حلب الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة السورية، وتتعرض لقصف متواصل من قبل طائرات النظام السوري وسلاح الجو الروسي.
وبحسب أقارب بعض المدنيين الفارين من المدينة، فإن قوات النظام السوري اعتقلت عشرات من المدنيين لتجنيدهم، حيث تقوم تلك القوات باعتقال كل شخص لا يتجاوز الأربعين من عمره؛ بحجة دعم المعارضة أو لغرض التجنيد.
أحد أقارب المعتقلين الذين احتجزتهم قوات النظام السوري قال للتلغراف، إن جهاز المخابرات اعتقل شقيقه محمد، وذلك، “بعد أن تركنا حلب بحثاً عن مصير آمن إثر اشتداد القصف”.
وتابع: “لم يكن شقيقي سياسياً، ولم يشارك في أي احتجاجات مناهضة للحكومة”، بحسب ما قال يوسف شقيق محمد الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل خشية الانتقام.
محمد البالغ من العمر 30 عاماً، بحسب والده، كان يعمل ممرضاً في المستشفيات الحكومية، ومع انطلاق الثورة عمل في المشافي الميدانية والمنظمات غير الحكومية المحلية التي تقدم إسعافات وخدمات طبية للمصابين، حيث حاولت العائلة الفرار قبل أسبوع عندما دخلت قوات النظام إلى حي الفردوس، لتقوم أجهزة تابعة للمخابرات السورية باعتقال محمد.
ويضيف والد محمد: “قامت قوات النظام أولاً بنقلنا إلى مصنع القطن القديم في منطقة جبرين في جنوب شرق حلب، حيث تم فصل النساء عن الرجال، قبل أن يسمح لنا بالذهاب بعد بضعة أيام، وعند حاجز في بلدة الراموسة قامت نقطة تفتيش بالتدقيق في الأسماء والبطاقات لتعتقل محمد لكونه كان على قائمة لديهم”، قبل أن تصل عائلة أبو محمد إلى بلدة إعزاز.
وكانت القائمة لدى جهاز المخابرات تضم أسماء كل من عمل في المنظمات غير الحكومية في حلب، سواء أكانوا مسعفين أم غيرهم، فالسلطات تعتقد أن هؤلاء يقدمون الدعم للمعارضة المسلحة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من 300 شخص فقدوا من شرق حلب، بعد محاولتهم الفرار من المدينة، منذ بدء الهجوم الواسع عليها أواخر الشهر الماضي.
العديد من الفارين من حلب عانوا من المصير نفسه الذي تعرض له محمد، ويرجح أن يكون هناك المئات ممّن تعرضوا للاعتقال أو للتجنيد القسري من قبل النظام السوري عقب فراراهم من حلب.
وتابعت الصحيفة، إن قوات النظام السوري تسعى، من خلال حملة التجنيد الإجباري التي يتعرض لها الفارون من حلب، إلى سد النقص الكبير في صفوف تلك القوات؛ بسبب الصراع الدامي في سوريا والمتواصل منذ أكثر من خمس سنوات.
ومنذ انطلاق العمليات على مناطق شرق حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، فر أكثر من 40 ألف مدني من المدينة بفعل القصف المتواصل والحصار المفروض على المدينة.
واستطاعت قوات النظام مدعومة بميليشات إيرانية ولبنانية، وتغطية من الطيران الروسي، استعادة ثلثي مدينة حلب الشرقية التي كانت في أيدي المعارضة المسلحة.
واستعاد النظام السوري، الثلاثاء، السيطرة على أحياء جديدة في مدينة حلب، في وقت عبر فيه عن رفضه لأي اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق حلب ما لم يتضمن خروج من وصفهم بـ”الجماعات الإرهابية” منها.
ومن المناطق التي استعادتها قوات الحكومة حي الشعار الذي قال مسؤول بالمعارضة الاثنين إنه على وشك السقوط.
وتمكنت قوات النظام من السيطرة على أحياء الشعار وضهرة عواد وجرة عواد وكرم البيك وكرم الجبل.
المركز الصحفي السوري _ صحف