ناقشت صحيفة “الغارديان” البريطانية تبعات ما أسمته “مخاطر السقوط السريع” لتنظيم الدولة، في الوقت الذي تتعرض فيه المواقع الرئيسية للتنظيم لهجمات كبيرة للمرة الأولى منذ إعلان “خلافتها”.
وأشار مارتين تشولوف، محرر شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، في مقال له الجمعة، إلى تعرض أربعة مواقع لتنظيم الدولة للهجوم المكثف، في الفلوجة والموصل في العراق، وفي الرقة وعلى الحدود السورية العراقية على يد “جيش سوريا الجديد” المدعوم أمريكيا ومن القوات الأردنية الخاصة.
وأوضح تشولوف أن الهجمات مدعومة أمريكيا بشدة، بعد تصعيد حملتها منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي لحملة “التدمير والتفكيك” من قبل الولايات المتحدة، وحلفائها ووكلائها، الذين اعتبر بعضهم الحملة محدودة ومفرطة الحذر.
مخاطر اجتماعية
وفي الوقت نفسه، استدرك محرر الصحيفة البريطانية بقوله إن هذا التحرير قد يسبب انفصالا بين أولئك الذين يقاتلون تنظيم الدولة، وقد يؤدي لدفع مزيد من المجتمعات للتنظيم، بدل تحريرها منه، بحسب ما نقل عن قادة قبليين.
وأوضح أن أهم الإشكالات والتحديات التي يواجهها التظيم هي كيفية تنفيذ عملية سياسية لإعادة استدخال السنة المهمشين في كل من سوريا والعراق، والتي يدعي تنظيم الدولة تمثيلهم وتصديرهم، مشيرا إلى أن الاستمرار بدون خطة يزيد مخاطر التقسيم على خطوط عرقية وطائفية في المجتمعات التي تحاول التعايش.
وأشار تشولوف إلى أن التنافسات العرقية تمثل تهديدا خطيرا لنجاح الهجوم الأخير الذي انطلق الأربعاء في جيب منبج، شمال سوريا، من جنوب الحدود التركية، وتقدمت به قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا عبر طائرات التحالف.
وأوضح أن تحالف “سوريا الديمقراطية” المكون بالدرجة الأولى من الأكراد وبعض العرب، لا يسير على ما يرام، فقد تدهورت العلاقات بين العرب والأكراد شمال شرق سوريا خلال العام الماضي، وخصوصا بعد بدء الهجمات الروسية، عندما تقدم الأكراد في المناطق العربية للاستفادة من الأزمة السورية، التي انحازوا بها للنظام السوري.
“دعاية علاقات عامة”
ونقل تشولوف عن أحد سكان منبج، أبو معفر، الذي انشق عن قوات سوريا الديمقراطية، قائلا إنها تشوه قضيتها، ومعتبرا أن وجود العرب داخل هذا التحالف هو “لدعاية العلاقات العامة والإعلام، في حين أنهم غير مهمين عمليا”، بحسب قوله.
وتابع أبو معفر، الشيخ في قبيلة كبيرة في منبج، أن “الكثير من الأفراد الأكراد المهمين يأتون من جبال قنديل، من مناطق حزب العمال الكردستاني”، مشيرا إلى وجود الكثير من العنصرية بين العرب والأكراد.
وأضاف: “حول منبج، تتوجه قوات سوريا الديمقراطية للعشائر وتخبرهم عن وليمة كبيرة، وإذا لم يأت أحد الشيوخ فهو يعتبر من تنظيم الدولة ويصبح هدفا مشروعا”، مشيرا إلى أن هذا ما يفعله تنظيم الدولة في مناطق العرب في منبج والمناطق الأخرى.
وأوضح أن الحاجة للقبائل العربية تأتي بسبب الحاجة للضخ البشري على الجبهات عندما تهاجم قوات سوريا الديمقراطية تنظيم الدولة، لمعرفتهم في تلك المنطقة، وتمكينهم من إخبار الناس أن معهم مقاتلون عرب في صفوفهم، بحسب قوله.
عربي21