تناولت صحيفة الغارديان في تقريرٍ لها ترجمه المركز الصحفي السوري، حديث لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي تضمن القرار بتأجيل محادثات السلام السورية المقرر عقدها في جنيف، يوم أو يومين، وتجمع هذه المحادثات بين ممثلين عن نظام الأسد وممثلين عن المعارضة الساعية للإطاحة بنظام حكمه، ومازال الجدل مستمر حول الترتيبات.
وتهدف هذه المحادثات إلى وضع حد للحرب المستمرة منذ خمس سنوات، التي كان من المقرر أن تبدأ يوم الأثنين المقبل، تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن الأسباب التي دفعت للتأجيل، وجود خلافات تتعلق بالتمثيل وجدول الأعمال، في حين أكد عدد من الدبلوماسيين حدوثها الأسبوع القادم، قبل الموعد النهائي في 30 كانون الثاني الحالي، والذي حددته الأمم المتحدة كآخر موعد لبدء المفاوضات.
من جهته أكد المبعوث الثالث للأمم المتحدة لسوريا خلال سنين الثورة الخمس الماضية، “ستيفان دي مستورا”، أنه لم يتم توجيه الدعوات حتى الآن، أما فرنسا، التي تعتبر داعماً أساسياً للمعارضة السورية، فقد دعت الى التحلي بالصبر، حسبما صرح به أحد المسؤولين الفرنسيين قائلاً:” بالنسبة لنا، ما يهمنا هو حدوث المفاوضات، والتي تعتبر حيويةٌ جداً من أجل حل الأزمة السورية، وسنعمل عليها كونها ذات مصداقية وستساعد في تهيئة الظروف للنجاح والاستمرار فنحن لا نريد عملية هشة تنكسر بعد بضعة أيام”.
أضافت الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، تعتبر محادثات جنيف جزءً من العملية التي انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا، في تشرين الأول الماضي، في أعقاب التدخل العسكري الروسي إلى جانب الأسد، ووسط شعور متزايد بفشل الجهود الدولية لإنهاء الصراع، مع مئات الآلاف من القتلى، والملايين الذي أصبحوا بلا مأوى، في ظل أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم.
وما ميز دورتي فيينا، وأُعتبر أمراً جيداً للغاية، حضور كل من إيران والمملكة العربية السعودية، اللذان يعتبران اللاعبين الرئيسين على الساحة السورية، أما ما أُخذ على هذه المحادثات، غياب أياً من الأطراف السورية عنها، ومما زاد الأمور تعقيداً في وقتنا الراهن، التوترات الأخيرة الحاصلة بين الرياض وطهران.
ومنذ الخريف الماضي، تصر كلٍ من الولايات المتحدة وروسيا على المضي قدماً بإجراء المفاوضات في موعدها دون تأخير، وقال مسؤولون بريطانيون، اليوم الخميس، أنه لا يوجد حتى الآن أي اتفاق بخصوص المفاوضات، لكنهم يأملون بانطلاق دورة جنيف “مطلع الاسبوع المقبل”.
وذكر دبلوماسيون أن القضايا العالقة تشمل على التمثيل، وطبيعة المناقشات، وإجراءات بناء الثقة، بالإضافة إلى دور الجماعات الكردية، وتحاول روسيا إدخال ممثلين عن “قوات سوريا الديمقراطية” في وفد المعارضة، في ظل معارضة قوية من ممثلي المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض، مع الإصرار على أن إدخالهم في وفد المعارضة أمر غير مقبول لوجود نوعٌ من التنسيق بينهم وبين نظام الأسد.
ولم يتم الاتفاق ما إذا كانت محادثات جنيف فقط لإجراء نوع من الحوار، وإيجاد نوع من التصالح، الأمر الذي يريده نظام الأسد، أو محادثات كاملة ومنظمة تمهد “لمرحلة انتقالية” الأمر الذي تريده المعارضة.
وتطالب قوى المعارضة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مثل مضايا، في ظل عددٍ من التقارير التي تحدثت عن موت العديد من الأشخاص جوعاً، والإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين عند النظام، بالإضافة إلى إيقاف الهجمات بالبراميل المتفجرة، أم على الجهة المقابلة فتسعى حكومة دمشق في وضع حدٍ لهجمات جيش الإسلام على دمشق.
سيترأس مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، وفد النظام المشارك في المحادثات، بينما يترأس أسعد الزعبي وفد المعارضة.
ختمت الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع تصريح المنسق العام السابق لقوى المعارضة “رياض حجاب” حيث قال: “إن التواريخ ليست مقدسة، ولن نذهب إلى أي مفاوضات، بينما يعاني شعبنا من القصف والتجويع والحصار، ولن نقبل بأي مقايضة سياسية وضيعة على حساب الشعب السوري، والتي ستكون بمثابة الابتزاز القاسي.” ومن المقرر أن يلتقي جون كيري، مطلع الاسبوع، في الرياض عدداً من المعارضين السوريين من بينهم حجاب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين السعوديين.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان
اضغط للقراءة من المصدر