لندن ـ “القدس العربي”:
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن إيران قد تكون عاشت في الأسبوعين الماضيين في حالة مشحونة بالأسى والغضب، بعد اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وكذا الشعور بالخوف من حرب وشيكة مع الولايات المتحدة، لكنها أكدت أنه حتى قبل الغارة الجوية الأمريكية، التي قتل فيها قاسم سليماني قائد فيلق “القدس”، ردا على هجوم استهدف السفارة الأمريكية في بغداد، كان الناس في إيران يواجهون الخطر والبؤس.
وأكدت الصحيفة في تقرير أعده مايكل صافي، من بيروت، توسع الفقر في إيران عاما بعد عام، وأن البلاد تواجه عاما جديدا من البؤس والاضطرابات.
العقوبات الأمريكية، التي فرضت على اقتصاد مترنح أصلا، بدأت تترك أثرها المؤلم في المجتمع الإيراني
وشددت أن العقوبات الأمريكية، التي فرضت على اقتصاد مترنح أصلا، بدأت تترك أثرها المؤلم في المجتمع الإيراني. فقد ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 57 في المئة، مما يجعل الكثير من العائلات غير قادرة على شرائها. ودفعت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران نحو 1.6 مليون إيراني إلى دائرة الفقر، حسب مؤسسة إيرانية تعنى بتطوير العلاقات التجارية مع أوروبا.
كما ارتفعت تكلفة الرعاية الصحية والإسكان في البلاد بنسبة الخمس في عام 2019، حسب مركز الإحصائيات في إيران.
ولم يقتصر تأثير العقوبات الاقتصادية على الفقراء والمهاجرين في إيران بل وصل أيضا إلى الطبقة المتوسطة، التي تشتكي من التضخم الذي أدى إلى انهيار قيمة دخلها، وعجزها عن التوفير.
ويشير الكاتب إلى أنه بعد اعتراف إيران بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية تمكنت السلطات بسرعة من تفريق المتظاهرين الذين خرجوا في طهران والعديد من المدن الأخرى، ولكن الظروف مهيأة، حسب الكاتب، للمزيد من الغضب والاضطرابات.
يذكر أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني خرج الإيرانيون إلى الشارع احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود في 29 من أصل 31 مقاطعة في البلاد. وتصدت لهم أجهزة الأمن بعنف كبير أدى إلى مقتل 304 أشخاص على الأقل. وهناك من يقول إن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 1500.
وبحسب الكاتب فعلى الرغم من كل هذه المعطيات فإن المراقبين يرون أن النظام الإيراني ليس مهددا بالانهيار، كما أن اقتصاد البلاد لا يزال متماسكا، وهو ما يعني أن إستراتيجية الولايات المتحدة التي تهدف إلى إسقاط النظام في إيران بواسطة ضرب الاقتصاد لم تثبت فعاليتها.
ويرى مايكل أن العقوبات الأمريكية منحت المتشددين في البلاد المزيد من القوة؛ فتزايد التوتر مع الولايات المتحدة قوض سلطة الرئيس حسن روحاني، الذي يعد من الإصلاحيين الداعمين لفكرة فتح علاقات مع الغرب مقابل فوائد اقتصادية للبلاد.
نقلا عن القدس العربي