ذكرت الصحيفة في مقالتها التي ترجمها “المركز الصحفي السوري” نقلا عن ” كلبرت كرينول” مستشارة الإغاثة الدولية المخضرمة , أنها التمست حالة من اليأس عند أولئك الذين يحاولون إنهاء الحرب الأهلية في سورية , وتعطيل تزايد نفوذ تنظيم الدولة , وطرحت إنشاء بنية مماثلة لتلك التي وضعتها عصبة الأمم التي كانت تدار في سورية بين عامي 1923 و 1945. ولكن فكرتها لم تلق صدى لدى الجميع .
وقد أوردت الصحيفة أن نوايا البعض قد تكشفت عن إمكانية تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لقبول مثل تلك الأطروحة والمضي قدما لتطبيقها , وبدت الاستجابة الأولية للمملكة البريطانية على الأقل أكثر ايجابية منها من السلبية والذي عبر عنها ” بادي أش داون” وهو “واحد قل نظيره عند الناس و الذي يتمتع بخبرة عالية بإدارة مناطق ما بعد الاستعمار “انه أمر يستحق اخذه بعين الاعتبار . ولقي الاقتراح نفس الشهية لدى وزير الخارجية الأسبق ” مالكولم رفكيند” محذرا أن التوافق السياسي يجب أن يأتي بالمقدمة .
وقد أشارت الصحيفة أن الأمم المتحدة تشارك الآن في المحادثات التي بدأت في فيينا والتي “لاتزال في الرياض هذا الأسبوع ” وأن أربع من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تشارك الآن في غارات جوية على سوريا , والأيام المقبلة سوق تبرهن أن الدور الأكبر للتطور المنطقي للأوضاع في المنطقة سيكون بيد الأمم المتحدة .
ونوهت الصحيفة أن العيوب واضحة , فالصراع بدأ في سوريا كحرب أهلية , فإذا كانت أطراف هذه الحرب الأهلية غير جاهزة بالتفكير بوضع حد لنهايتها على الأقل من أجل وضع حد لتصاعد نفوذ تنظيم الدولة , فمن المؤسف والمشكوك به أن الغرباء سوف يكونوا قادرين على رسم نهاية لهذه الحرب وإيجاد تسوية توافقية ترضي جميع الأطراف.
ولا نغفل عن حروب الوكالة القائمة حتى الأن في سوريا التي لعبت دورا كبيرا في تأزيم الوضع, كالسعودية وتركيا وايران والان روسيا جميعهم يتبعون مصالحهم الشخصية .فالذي تكشف بالنهاية أن الأمم المتحدة هي من سيقود الحل النهائي لفرض التسوية الملائمة للمنطقة والتي سوف تكون بمثابة الكفيل .
وسيتبين لاحقا أن الفكرة ستكون مغرية للغاية ولا يوجد شك في ذلك كما كانت مغرية في وقت سابق بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية , و لن يكون هناك فقط الذين يقولون أن تطبيق الحكم ما بعد الاستعمار شيء غير عادل , سوف نبرهن أن الاستعمار الجديد سيكون العلاج الأفضل لسوء الإدارة المطبقة حاليا في كل أنحاء العالم.
ختمت الصحيفة مقالتها التي اطلع عليها ” المركز الصحفي السوري ” بطرح بعض الأسئلة , هل سيكون هناك ما يكفي من إجماع وطني لقبول تفويض الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على البلد برمته ؟ هل سيكون هناك ضمانة كافية لمنع دول الجوار أو غيرهم من محاولة التعدي على أجزاء من البلاد ؟ وهل سيكون هناك وقت كاف لاختيار الحاكم.?
طارق الاحمد
المركز الصحفي السوري