نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقرير اليوم الأربعاء أطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه دلالات الضربة الجوية التي يعتقد أن مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نفذتها على مواقع على الحدود بين سوريا والعراق والتي ترافقت بجهود دبلوماسية من بينها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى الأردن.
استهلت الصحيفة تقريرها بأن السبب وراء أحدث التطورات في الشرق الأوسط لاتزال غير واضحة كليا، إلا أن الخطوط التي تربطها بدأت تتخذ شكلا.
وتابعت الصحيفة أنه خلال أسبوع ضربت غارة جوية غامضة مقاتلين من الشيعة قرب الحدود السورية مع العراق وهو هجوم نسبته مصادر في الإدارة الأمريكية لإسرائيل. وقد بدأت السعودية بهجوم واسع هائل في اليمن بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية على معقل لمليشيات الحوثي المدعومة من قبل إيران.
وأردفت الصحيفة في تقريرها، أنه في تلك الأثناء قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة مفاجئة لملك الأردن عبد الله في عمان، في الوقت الذي تستمر فيه تنقلات مبعوثين أمريكيين وروس في جولات على المنطقة.
وأضافت الصحيفة، وفي الخلفية معركة يشنها محور الولايات المتحدة والذي إلى حد ما تتشارك فيه إسرائيل من جهة والمملكة العربية السعودية إلى جانب دول الخليج من الجهة الأخرى، وذلك لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة. هذا استمرار مباشر لقرار الإدارة الأمريكية في التخلي عن الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران الأمر الذي يفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية أن الهجوم الذي وقع ليل الأحد في سوريا لم يكن معتادا من ناحية الموقع والمجال. فقد وقع القصف قرب مدينة البوكمال السورية شرق البلاد التي تبعد كثيرا عن مواقع الضربات السابقة التي تم نسبها إلى إسرائيل، حيث وقع معظمها وسط وجنوب البلاد.
وأشارت الصحيفة أن النظام السوري في بادئ الأمر اتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي نفت بشدة مسؤوليتها عنه، لتفيد قناة “سي إن إن” الأمريكية لاحقا أن منفذ الغارة كان سلاح الجو الإسرائيلي على موقع يبعد أكثر من 400 كيلو متر عن حدودها.
وقالت الصحيفة، أن إسرائيل كالعادة رفضت مناقشة الادعاءات. وقد أفاد النظام السوري بوقوع عشرات القتلى من بينهم مقاتلون شيعة مرتبطون بإيران. إن الهجوم على هكذا موقع بعيد الذي رغم كل هذا يبقى في مجال الطائرات الإسرائيلية وبعض طائرات الاستطلاع، يمكن أن يوثق قرار تنفيذي عاجل (ضرب مهربي السلاح أو التعزيزات العسكرية) أو إشارة استراتيجية.
و أفادت الصحيفة أن الغارة الجوية المنسوبة ﻹسرائيل شرق سوريا يمكن أن تترجم كتتمة للجهود الرامية للتوصل إلى إتفاق في الجنوب، أو كعودة لاستخدام القوة العسكرية وسط فشل الجهود الدبلوماسية.
اختتمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن كل هذا لا يعني أن طهران ستتخلى عن خططها فيما يخص الشرق الأوسط، فالإيرانيون غالبا لازالوا يملكون الكثير من الأوراق للعبها. ولكن المعركة في سبيل الهيمنة إقليميا قد تجددت بحدة شديدة و هذه المرة واشنطن على ما يبدو مستعدة لتكون أكثر فعالية عما كانت عليه في السنوات الأخيرة.
رابط المقال الأصلي:
https://www.haaretz.com/middle-east-news/iran/.premium-a-chain-of-mideast-events-that-leads-to-the-foiling-of-iran-1.6194905
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري