عبد الرزاق خاتون 85 عاماً مهجّرٌ من ناحية الحمرا بريف حماة إلى مخيمات حربنوش في إدلب، يعاني مرارة اللجوء وفقر الحال وتخلي المنظمات عنه.
فقد عبد الرزاق 7 من أبنائه في القصف و خسر 7 آخرين في المعارك ضد النظام، وهو اليوم يعيش وحيداً مع أطفالهم ولا معيل لهم غيره، يقول وهو يحاول تنظيف خيمته من مخلفات عاصفةٍ مطريةٍ وقد أغرقها الطين .
” أنا عجوزٌ في 85 من عمري لا أستطيع العمل ولا أحد يلتفت إلى معاناتي حتى هذه الأرض التي أضع عليها الخيمة هي مؤجّرة وليست بالمجان، أعيش مع أطفالٍ أيتامٍ ولا أدري أي ساعةٍ أموت ”
حالةٌ إنسانيةٌ صعبةٌ يعيشها الجد عبد الرزاق وهو المهجر الذي ينتقل بشكلٍ مستمرٍ منذ 2012 إذ أنه نزح إلى ريف حلب الشرقي ثم اضطر للنزوح مجدداً إلى إدلب ومنها إلى حربنوش.
في كل مرة يحدث قصفٌ يضطر للنزوح إلى مكانٍ جديدٍ مع أحفاده.
تراه طوال النهار يحاول تصليح الخيم وتدعيمها بالحجارة، علها تمنع تسرب المياة إلى داخلها رغم كِبر سنه وبطء حركته إلا أنه لا يكلّ ولا يملّ، أدخلنا إلى داخل خيمته ليرينا الطين الذي وصل إلى كل أرض الخيمة وقال:
” في كل مرةٍ يهطل فيها المطر تمتلئ الخيمة بالماء ونضطر لترك الخيمة وفي اليوم التالي ننتظر الشمس لكي تنشف كل أغراض الخيمة وأحيانا نضطر للنوم على أغراضٍ مبلولةٍ إذا لم نستطع تنشيف أغراضنا من مفارش وحراماتٍ وبطانياتٍ ”
لا شيء يعادل قهر الرجال بعد أن تجتمع الفاقة مع المصاب الجللّ فلا يجد الشخص عزاءً في هذه الحياة سوى المزيد من الألم والضيق والحنق على هذه الأوضاع .
عجوزٌ مع اثني عشر طفلاً هي قصةٌ من قصص المعاناة والقهر للسوريين التي لا تجد أي أذنٍ تصغي أو عينٍ تدمع عليها وسط صمتٍ دوليٍّ كاملٍ وتخلي العالم عن إيجاد حلٍّ للمآساة السورية .
قصة خبرية / ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع