ربط السوريون شراب العرقسوس مع شهر رمضان المبارك، ليصبح تقليداً وتراثاً لا تكاد تخلو سفرة من موائد الإفطار إلى واقترن بها خلال الشهر الفضيل، حيث يعتقدون أنه يطفئ الظمأ في حين يستهوي كثيرون نكهته الغريبة.
ما هو العرقسوس وكيف يتم استخراجه؟
يعتبر نبات العرقسوس أو السوس من النباتات الشجرية المعمرة التي تنبت في سوريا وعدد من دول العالم، مثل دول أواسط آسيا وأوروبا والدول العربية كمصر.
وتستخرج المادة التي يصنع منها شراب العرقسوس من جذور شجرة السوس، وهي مادة لها طعم حلو وتختلف في الطعم بين جذر وآخر، حيث أن هناك 12 نوعاً لجذور السوس، ويشاع استخدامها بإضافتها إلى المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية كالبيبسي، عدا عن استخدامها في المشروب الخاص بشهر رمضان عند المسلمين.
والعرقسوس غني بشكل كبير بالمواد السكرية والأملاح المعدنية، كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم، والمادة الفعالة في العرقسوس هي “الكلتيسريتسن”، ومن الخصائص الطبية للعرقسوس أنه يقوي جهاز المناعة، ومضاد للفيروسات والحساسية ويعالج التهاب الحلق.
وبحسب موقع ويكيبيديا، يساعد العرقسوس على التئام القرحة المعدية، بالإضافة لمساعدته في عملية الهضم، ويزيد في إفراز المادة المخاطية التي تحمي جدار المعدة، كما يساعد على شفاء الالتهاب الكبدي، ويعالج الأكزيما “كدهان”، أما عن أضراره الشائعة فهو يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم عند شربه بكثرة.
شراب العرقسوس أشهر الطقوس الرمضانية ومصدر لرزق الكثيرين
يجهز “أبو أحمد” أحد بائعي المشروبات الرمضانية وعلى رأسها العرقسوس براميل المشروبات باكراً، للبدء بتجهيزها لطرحها في السوق وبيعها لزبائنه المعتادين، والذين يصفونه ب “شيخ الكار” وخير من عمل العرقسوس في منطقة ريف إدلب الشمالي.
يقول أبو أحمد متحدثاً عن تفاصيل يومه في رمضان “أبدأ باكراً لما تحتاجه تلك المشروبات من جهد وعناء ووقت طويل، فمثلاً التمرهندي يحتاج أن ينقع بالماء من الليل، أما شراب العرقسوس فيحتاج الكثير من الوقت أيضاً نظراً للكمية الكبيرة التي أصنعها يومياً، وفي معظم الأحيان نصنع السوس ونبيعه بنفس الوقت في السوق”.
وفي الحديث عن مراحل إعداد شراب العرقسوس يقول أبو أحمد “بدايةً توضع جذور العرقسوس في قطعة قماش، ويضاف لها كمية محددة من “بيكربونات الصوديوم” ونضعها تحت حنفية الماء لتقطر عليها قطرات قليلة من الماء، حتى يذوب المسحوق في الماء من ثم نضيف الثلج وماء الزهر للنكهة”.
يؤكد أبو أحمد أن مصلحته في بيع المشروبات الرمضانية هي مصدر رزقه الوحيد، وأنه يجني بعد شقاء شهر كامل مبلغاً لا بأس به من المال، ويضيف “هذه مهنة عائلتي التراثية، وسأنقلها معي أينما ذهبت، ومهما نزحنا أو هجرنا سأظل محافظاً على تلك المهنة”.
الجدير ذكره أن السوريين انقسموا بين محب لشراب العرقسوس وآخر مبغض له، وإجمالاً يتفق السوريين على مشروبين أساسيين في رمضان وهما التمر هندي وعرق سوس، وتجد غالباً من يشرب الأولى لا يحب الثانية والعكس، مع وجود مشروبات ثانية كقمر الدين والجلاب.
إبراهيم الخطيب/ تقرير خبري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع