كشفت مصادر سياسية عراقية رفض رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، طلبا من نظام الأسد للوساطة بين دمشق والتحالف الدولي وفتح باب تواصل بين الطرفين عن طريق بغداد.
وقال عضو في البرلمان العراقي عن كتلة العبادي لصحيفة “العربي الجديد”، إن “وفداً سوريّاً وصل بغداد الأسبوع الماضي حاملاً رسالة خطية من بشار الأسد وموجهة إلى العبادي يطلب فيها تدخل بغداد لتقريب وجهات النظر بين دمشق والتحالف الدولي، وفتح باب للتنسيق العسكري حيال الحرب على “تنظيم الدولة” ولا سيما في ما يتعلق بضربات التحالف الدولي على مواقع وجيوب التنظيم في سورية”.
وأوضح الوزير أن العبادي أبلغ الوفد اعتذاره عن المهمة رغم محاولة الوفد السوري إقناعه طيلة الاجتماع الذي عقد داخل المنطقة الخضراء وتضمن تسليمه رسالة خطية من الأسد يشيد فيها بإصلاحات العبادي الحالية فضلاً عن طلب مباشر بأن يكون “وسيط خير” بين دمشق والتحالف الدولي، من خلال ترتيب لقاء بين الطرفين في بغداد لعرض دمشق ما وصفته الرسالة معلومات مهمة للغاية تساعد على تسريع عقارب ساعة زوال تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”.
وأكد الوزير العراقي أنّ “العبادي اعتذر عن الموضوع، معللاً ذلك بالوضع العراقي الداخلي وارتباط ملف المصالحة بالملف السوري وجولته الخليجية، وأنه لا يريد أن يظهر بكونه داعماً للنظام كحال سابقه نوري المالكي.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وصل أمس على رأس وفد رفيع إلى العاصمة التركية أنقرة في مستهل زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الأتراك.
ويرى خبراء استراتيجيين أن زيارة العبادي إلى أنقرة، بداية لحقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة وبغداد، حيث من المتوقع أن تستعيد العلاقات زخماً جديداً بعدما تضررت في السنوات الأربع الأخيرة، إذ كانت أخر زيارة عراقية إلى تركيا على مستوى رئيس وزراء عام 2010، ومن المنتظر أن تُعقد من جديد اجتماعات منتظمة للمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، خلال عام 2015.
وأوضح “سرحات أركمن” الأستاذ في قسم العلاقات الدولية بجامعة “آهي أوران” أن كلا البلدين بحاجة إلى إصلاح العلاقات، في الوقت الذي لايمكن فيه مواصلة التوتر بينهما.
وأكد “أركمن” أن الحكومة العراقية الجديدة، ترغب في إصلاح العلاقات التي تضررت خلال السنوات السابقة، حيث أن العراق يشهد أزمة أقتصادية بسبب هبوط أسعار النفط، وفي المقابل تركيا بحاجة إلى العراق الذي يعد ثاني أكبر سوق للصادرات التركية.
من جهته أفاد “ويسل آيهان” رئيس مركز بحوث سلام الشرق الأوسط الدولي، أن زيارة العبادي إلى تركيا فتحت الطريق أمام تطور العلاقات بين البلدين في مجالات كثيرة وفي مقدمتها الطاقة، مؤكداً أن العلاقات دخلت حقبة جديدة، في الوقت الذي تبحث بغداد عن مخرج لها في ظل المشاكل التي تواجهها، وترغب في تطوير علاقاتها مع أنقرة.
وأكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية “علي سمين”، أن العراق يريد كسب ثقة تركيا من جديد، مشيراً إلى طلب بغداد عودة الشركات التركية إلى العراق.
جدير بالذكر أن العلاقات التركية العراقية شهدت توترا تدريجياً منذ 2010، خلال فترة ترؤس نوري المالكي الحكومة العراقية.