القاهرة ـ «القدس العربي»: هل نبوءة ابن خلدون أذِن لها أن تتحقق «عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والكتبة والقوالون والمغنون النشاز والشعراء النّظامون والمتصعلكون وضاربوا المنّدل وقارعو الطبول والمتفقهون وقارئو الكف والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجائون وعابروا السبيل والانتهازيون»، المدهش واللافت أن من استدعي نبوءة ابن خلدون أمس الخميس 4 يناير/حزيران، أحد أبرز المروجين للسلطة القائمة، الإعلامي ونائب البرلمان مصطفى بكري الشغوف بالتصفيق للنظام في كل شاردة وواردة، وقد فتح بكري على نفسه بالفعل أبواب جهنم، إذ تعرض لهجوم واسع، ووجه له أحد متابعيه سؤالاً «ألم يذكر ابن خلدون اسمك؟».
خطاب «ارتدوا القمامة» يعكس أزمة التعليم والمطالبة بتأجيل امتحانات الثانوية العامة خوفا من الوباء
في ما سخرت ناشطة قائلة: «حد يكتب كده على نفسه؟». وانتهى متابع للاعتراف بأنها مقدمة «ابن بكرون» وليس «ابن خلدون».
وأمس خيم الحزن على الجماعة الصحافية المصرية وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات عزاء بعد رحيل النقابي البارز رجائي الميرغني، وكيل نقابة الصحافيين الأسبق، الذي ظلت أجيال متلاحقة من العاملين في مهنة الصحافة تعتبره واحداً من شيوخ المهنة، وأحد المقاتلين عن حريتها واستقلالها.
المفكر كمال حبيب اعترف بالتالي: «العنصرية هي تأسيس غربي على المستوي الفلسفي والسياسي والحركي العملي، وهناك فلاسفة أسسوا لتفوق العنصر الأبيض على بقية العالمين، وسوف نستغرب أن أمريكا ظلت حتى حركة الحقوق المدنية، التي قادها الزعيم الأسود مارتن لوثر كينغ عام 1962 الذي قتل في ما بعد عام 1964 تميز بين السود والبيض في كل مناحي الحياة، بالمعني الحرفي للكلمة». وأشار إلى أنه لدينا حلم في عالمنا العربي، أن نكون كما خلقنا الله أحرارا، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوي، كلكم لآدم وآدم من تراب. لا يمكننا التنفس، أطلقوا عقالنا.
ومن الأخبار الأخرى ما أكدته وزارة الأوقاف، أنها لم تدل بأي معلومات ولن تدلي بأي معلومات حول تحديد موعد عودة العمل في المساجد، سواء الجمع أو الجماعات، وأن الأمر سيتم اتخاذ القرار فيه كما أعلن بيان مجلس الوزراء في اجتماع لجنة إدارة أزمة كورونا، في مجلس الوزراء، التي ستجتمع بإذن الله تعالى الأسبوع المقبل، وأن الوزارة ملتزمة تمام الالتزام بما يصدر عن هذه اللجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
الصحة أم الاقتصاد؟
أجاب زياد بهاء الدين في «المصري اليوم» عن السؤال أعلاه مؤكداً: «أن طرح الموضوع على هذا النحو لم يكن سليما لأن طبيعة المجتمع والاقتصاد المصريين لا تتحمل تعطيل النشاط الاقتصادي، على نحو ما جري في الدول الأوروبية، ولا تستجيب للانضباط والقواعد الصارمة التي طبقتها بعض الدول الآسيوية، وليس لديها من جهة أخرى الاستعدادات الطبية والإمكانات لعلاج كل من يصيبهم المرض. السياسة الوحيدة الممكنة والواقعية من البداية كانت التوازن بين الحد من الحركة والاختلاط بين الناس بالقدر الذي يحمي المجتمع، والإبقاء على قدر من النشاط الاقتصادي، وتجنب ركود عميق وبطالة يجلبان تداعيات خطيرة على حياة الناس، وعلي استقرار البلد. هذا التوازن كان يقتضي إعطاء الأولوية المطلقة لتلك الأنشطة التي تحقق شرطين: أن يكون عائدها كبيرا من حيث الإنتاج والتشغيل، وأن يكون من الممكن تطبيق ضوابط وقائية عليها. هذا في تقديري كان الاختيار الوحيد السليم، بعيدا عن التصورات غير الواقعية عن الغلق الكامل للنشاط، أو عن ترك الحياة تسير بدون تدخل وقائي. والحقيقة أن الحكومة سلكت في مطلع الوباء ما أظن أنه كان مسارا سليما حينما سارعت في منتصف شهر مارس/آذار إلى تطبيق ثلاث سياسات متكاملة وواقعية: السياسة الأولى هي غلق الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية التي لا تدر عائدا اقتصاديا، بما فيها دور العبادة والمدارس والجامعات والنوادي والفنادق (التي كان الإقبال عليها قد انهار في كل الأحوال) مع فرض حظر تجوال صارم في المساء. والسياسة الثانية هي الإبقاء على نشاطي المقاولات والصناعة، وبعض التجارة الضرورية مع وضع ضوابط للعمل فيها. أما السياسة الثالثة فكانت إطلاق برنامج دعم العمالة غير المنتظمة للحد من الآثار الاجتماعية للوباء. ويرى الكاتب أن الموجة الأولى من القرارات، حظيت باحترام وقبول واسعين لدى الرأي العام».
أثرياء كورونا
من بين آفات اللحظة الراهنة استغلال المواطنين كما أطلعنا عباس الطرابيلي في «الوفد»: «دائماً ما نجد من يتربح من كل شيء، حتى الكوارث والآفات، أي من يستغل نقص السلع أو ندرتها، سواء بسبب نقص الإنتاج المحلي منها، أو مشاكل في الاستيراد. وعرفنا- لذلك- أثرياء السكر والأرز والشاي.. وأيضاً جنون الطماطم.. كما عرفنا- بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أثرياء الحرب الذين يتاجرون في مخلفات هذه الحرب من دبابات ومدافع مدمرة وعربات جيب، وحتى خوذ الجنود وأحذيتهم.. تماماً كما عرفنا ملكة القطن أو ملكة القمح.. وعموم المتاجرين في مخلفات الأزمات. ونحن الآن نعيش عصر أثرياء كورونا، أي المتربحون من أزمة هذا الوباء، وينطبق على هؤلاء هنا مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» ويأتي ظهور أثرياء كورونا الآن إلى عدة عوامل.. أولاً التجارة في الكمامات.. ولما زاد الطلب عليها عرفنا «صناعة هذه الكمامات محلياً»، من أي خامات، وهل هي من ثلاث طبقات.. أم من خمس وهي الأفضل.. وهي هنا – منها ما يلقي به بمجرد استعماله ولو لمرة واحدة.. أو متعددة الاستعمالات.. وما يمكن أن يغسل منها، أو ضرورة أن يلقى بها بعد الاستخدام الأول المفرد.. حتى دخلت هذه الصنعة إلى مصانع الملابس الداخلية.. وكله «يستر العورة» ولن نتحدث هنا عن أدوات التطهير والتعقيم، لأن الكمامة تكسب لأنها هي كما يقول الأطباء- هي الأفضل في مقاومة هذا الوباء.. ويدخل هنا أيضاً استهلاك الصابون كمادة تطهير لليدين حتى أصاب الجفاف أيدي الكثيرين».
هم يضحك وهم يبكي
واقعة كاشفة عن أزمة التعليم في مصر أشار إليها محمود خليل في «الوطن»: «في ظل هم كورونا، أراد اثنان من الموظفين في إحدى الوحدات المحلية، إضحاك المصريين من غير قصد بالطبع، من خلال نكتة كورونية اشتمل عليها خطاب تحذيري. الخطاب أرسلته إحدى الوحدات المحلية في محافظة الفيوم إلى المؤسسات الحكومية المختلفة، يبلغ المسؤول عن كل مؤسسة بضرورة ارتداء الموظفين لـ«القمامة» – بدلاً من الكمامة- تبعاً لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء. الأرجح أن الكلمة لم ترد في الخطاب على سبيل الخطأ المطبعي، بل استخدمها كاتبه ظناً منه أن الهجاء الصحيح للكلمة هو «القمامة» وليس الكمامة. اللافت أن عدة أخطاء نحوية ظهرت في الخطاب أيضاً، لكن يبقي أن عدم الوعي بقواعد النحو مسألة شائعة، أما أن يصل الأمر لدى خريجي مدارس وجامعات، وموظفين في المحليات، إلى الأخطاء الهجائية، فهذا ما يثير السخرية والرثاء، خصوصاً أن الكلمة حازت دور البطولة في كل الصحف، وعلى مستوي نشرات التلفزيون على مدار الأشهر السابقة. ومؤكد أن الجميع صافحت كلمة «كمامة» عينيه بطريقة أو بأخرى. محافظ الفيوم أحمد الأنصاري، اتخذ قراراً بإعفاء كل من رئيس الوحدة المحلية في قرية المشرك قبلي التابعة لمركز يوسف الصديق، وسكرتير الوحدة المحلية، والموظف المختص عن إعداد الخطابات للجهات ذات الصلة، من مناصبهم، كما نشرت جريدة «الأهرام»، وأكد المعلومة موقع «سكاي نيوز». «العقاب آلية لعلاج الخطأ»، هذه مسألة لا خلاف عليها، والقرار الذي اتخذه محافظ الفيوم في محله، لكن علينا أن نعترف أن ما حدث هو جزء من أزمة التعليم في مصر، التي يتناقلها الجيل تلو الجيل. وما حدث في «خطاب القمامة» تجد ما هو أكثر منه في أوراق امتحانات الطلاب، سواء في المدارس أو الجامعات».
من وحي كورونا
تفتقد تمارا الرفاعي كما أخبرتنا في «الشروق» للعالم القديم: «ثمة ربيع أريده أن يعيد الألوان إلى العالم، ثمة أمل يجب أن نشده إلينا حتى لو غصبناه على البقاء داخلنا. ثمة حياة سوف تفرض نفسها في بادئ الأمر من خلال ثقوب، ثم تفرش تفاصيلها على المكان الخالي، أو هكذا أردد مع نفسي كل يوم، وأنا أعي ترف أن أجلس داخل بيت في بلد ثانٍ وأشتاق إلى من أحب. ترف الشوق، أليس كذلك؟ ترف أن تخطر على بالي تفاصيل حديث دار من أكثر من عشر سنوات، وأتساءل عن أشخاص لم أرهم منذ زمن بعيد. أصبحت أرى الترف في التفاصيل الحياتية، أظن أنني بدأت أشبه من سبقوني سنا، حين كانت أحلامي أكبر من بيتنا، وحين كنت أرى أن على ظهري جناحين سوف أطير بهما حول العالم، كانت جدتي تعدد مزايا الاستيقاظ كل يوم في سريرها وهي بصحة معقولة وتحمد ربها على نعمة الخبز والجبنة والشاي كوجبة إفطار. متع بسيطة: كأن أعرف أن فنجان القهوة المفضل لديّ في مكانه على رف محدد، وأن أكون متأكدة أن صديقتي التي أفتح لها قلبي تنتظرني على كنبة قماشها أزرق، أو أن أقف حائرة كل يوم في المكان نفسه وعلى البلاطة ذاتها في المطبخ وأنا أفكر في وصفة كانت أمي قد أرسلتها إليّ من دمشق. اليوم، وقصص الجائحة والعوز والجوع وانهيار الاقتصاد عند كل الطبقات إلا الأغنياء تملأ الفضاء، أتمسك بترف المتع البسيطة، التي هي فعليا ليست بسيطة على الإطلاق، انتقلت من الرغبة في التحليق بجناحين فوق العالم إلى الرغبة في الجلوس على كرسي، بعد أن أرفع عنه الغطاء الأبيض فتعود تفاصيل إلى الغرفة، كلمة وضحكة وقصة ورائحة القهوة، هذا هو الترف بالنسبة لي الآن، شباك أفتحه على تفاصيل أتمسك بها فأتمسك بالربيع حتى حين أكون بعيدة كل البعد عنه».
تفتح عمل الشيطان
على طريقته الخاصة يحتفي كرم جبر قي «الأخبار» بذكري مؤلمة: «نحتفل بذكري 5 يونيو/حزيران، باستدعاء أهم حدث في تاريخ الأمة، حرب 73 التي أعادت الكرامة والكبرياء والشموخ لمصر والأمة العربية.. والسادات هو الزعيم التاريخي العظيم الذي لم يفرط ولم يتنازل، ودافع عن قضايا بلاده والقضايا العربية حتى النفس الأخير. سؤال أطرحه: ماذا كان يحدث «لو» خضع السادات للابتزاز والحروب الإعلامية العدائية، وتراجع عن مبادرة السلام؟ الإجابة: «لو» تفتح عمل الشيطان.. ولكن كان زمان سيناء مدرجة على بنود الصفقات المشبوهة. كانت هناك جبهة تسمى «الصمود والتصدي»، تكونت سنة 1977 في أعقاب إعلان الرئيس السادات استعداده لزيارة إسرائيل، استهدفت فقط ملاحقة مصر وعزلها عن عالمها العربي، ومحاربتها في كل مكان وتجويع شعبها. لماذا؟ سبحان الله، لم يتحدوا ضد إسرائيل، ولا لدعم مصر في مواجهة أزماتها الاقتصادية العاتية بسبب الحروب الطويلة، دفاعاً عن فلسطين، قضية العرب الكبرى، أرسلوا للسادات وفداً من وزراء الخارجية العرب، يساومه بدفع مليارات الدولارات مقابل عدم ذهابه للقدس، ورفض السادات استمرار احتلال سيناء مقابل الدولارات، وأمر بمغادرتهم مطار القاهرة، لأنه يعلم جيداً أن المساومة تستهدف إضاعة فرصة تاريخية لن تأتي مرة ثانية. ديسمبر/ كانون الأول سنة 1977 عقد اجتماع تاريخي في فندق مينا هاوس ضم الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، وكانت واشنطن وتل أبيب في قمة الاشتياق للسلام، ومستعدتين لتقديم تنازلات كبيرة، أبرزها الحل النهائي لمشكلة القدس واللاجئين، ولم تحضر السلطة الفلسطينية ولا سوريا والأردن، وبعد طول انتظار تم استبعاد العلم الفلسطيني من القاعة، وضاعت أهم فرصة في التاريخ لحل القضية الفلسطينية. لم يصدقوا السادات حين قال إنه مستعد لإعطاء إسرائيل أي شيء تحت الشمس، ما عدا الأرض والسيادة، ومرّت سنوات طويلة دخلت خلالها القضية الفلسطينية ثلاجة الموتى، وبعدها نسمع تصريحات فلسطينية «يا ريتنا سمعنا كلام السادات».
طعم الهزيمة يفنى
كلما هلّ شهر يونيو/حزيران تستدعي الذاكرة كما ذكّرنا الدكتور حسن السعدي في «البوابة نيوز» من خواطر هذا الشهر هزيمة (نكسة) 67. ثم نصر أكتوبر/نشرين الأول بعد ثماني سنوات: وفي التاريخ ذاته 5 يونيو تمت إعادة افتتاح قناة السويس، التي شهدت منذ خمس سنوات خلت إضافة حيوية بالتفريعة الجديدة، التي كانت تمثل رسالة من نوع خاص، مثلما كانت إعادة الافتتاح بمثابة رسالة ذات مغزى على كافة الأصعدة. والواقع فإن إرتباط شهر يونيو/حزيران بداية بالهزيمة قد حال دون إلحاحه على الذاكرة القومية، بما بثه من روح التحدي وحتى الثأر بالنصر. لتطغى روح أكتوبر التي كانت في البداية شاهد تألق لأي عمل قومي، لتتوارى معها (روح يونيو)، بحكم أن للنصر صخبه المستدام في حين الإعداد له يكتسب منه أهم صفاته، وهو التركيز والهدوء والاستكانة. من هنا جاءت فكرة المقال لتحيي في نفوسنا ذكريات وضاءة، شهدها يونيو/حزيران المرتبط معنوياً بالنصر ومادياً بالقناة. فجميعنا يعلم أن قناة السويس قدمت حوالي مئة وعشرين ألفاً من أبناء الوطن، الذين استشهدوا إبان حفرها على مدار عشر سنوات (1869-1885). وبغض النظر عن قضية السخرة وغيرها من ظروف محيطة بالمشروع، إلا أن من حقهم علينا أن نذكرهم ضمن كتيبة الشهداء، الذين قدموا ـ وما يزالون ـ حياتهم طوعاً من أجل الوطن. وعندما دار الزمان دورته وباتت القناة محوراً لمواجهات سياسية وعسكرية كان لزاماً علينا أن نؤكد تحديداً على يونيو النصر قبل يونيو الهزيمة. ويونيو النصر هنا يتمثل يوم أعيد افتتاح القناة، التي لم تعد تمثل مانعاً مائياً، بل باتت تستعيد أهم سماتها الدولية وهي تيسير الربط بين جنبات العالم، في رسالة تحمل عبق التاريخ وممهورة بخاتم الحضور الإيجابي لمصر في المشهد الدولي. ومن هنا كان لزاماً علينا استثمار (روح يونيو) في صياغة جديدة لعودة الروح إلى مؤسسات الدولة، بأسلوب جديد يستلهم من يونيو العزيمة والثقة في قدراتنا بعد الثقة في الله.
جهد مشكور
الحملات التي قامت بها الدولة لإزالة مخالفات البناء والاعتداء على أراضي الدولة والبناء على الأراضي الزراعية ساهمت، كما أشار محمد الهواري في «الأخبار»، في وقف الاعتداء بالبناء على الأراضي الزراعية خلال أيام العيد، وهو الوقت الذي كانت تزداد فيه عمليات البناء على الأراضي الزراعية. لقد أصبح في حكم المؤكد أنه سوف يتم القضاء تماماً على مخالفات البناء ووقف الاعتداء على الأراضي الزراعية وأراضي الدولة خاصة أن مخالفات البناء انتشرت بشكل غير طبيعي، وهناك سماسرة يقومون بهذا العمل ويورطون المواطنين في شراء وحدات سكنية مخالفة، ولا توجد لها تراخيص لذا فإن وقف توصيل المرافق للوحدات السكنية المخالفة، يساهم في اختفاء هذه الظاهرة وحماية المواطنين من التورط في شراء وحدات سكنية مخالفة، لذا فإن سرعة إزالة هذه المخالفات يساهم بدون شك في عدم استمرار هذه الظاهرة. بالتأكيد عدم تقنين المخالفات سوف يساهم كثيراً في الحد من وجودها ويدعم قوة الدولة وهيبتها في الحفاظ على أراضي الدولة ومعاقبة كل من يعتدي عليها ليكون عبرة لمن يسعي للاعتداء عليها مستقبلاً. لقد شهدت الدولة على مدى السنوات الماضية، انتشاراً للمخالفات في البناء، رغم التسهيلات التي تمنحها المحليات في إصدار تراخيص البناء وتقنين الأوضاع، إلا أن البعض يصر على المخالفة لذا فإن المحليات في كل المحافظات عليها أن تواصل المرور على المناطق التابعة لها لوقف أي مخالفة قبل الشروع في تنفيذها حتى لا تضطر الدولة للتدخل بعد إنشاء المخالفة.
صحتهم في خطر
ومن أخبار أمس الخميس وفقاً لجريدة «الجمهورية»: «تقدم طلعت خليل، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل إلى الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، بشأن ضرورة تأجيل امتحانات الثانوية العامة، نظرا لإعلان إجرائها في ظل ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا. وأضاف خليل في بيانه، أن الدولة عليها إيجاد بديل لإجراء امتحانات الثانوية العامة في هذا التوقيت، أو تأجيلها لحين انتهاء فترة تفشي فيروس كورونا في مصر، التي من المرجح أن نشهدها خلال الأسبوعين المقبلين، وفقا لتصريحات الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، مؤكدا أن الوضع الحالي لا يحتمل الموافقة على أداء الامتحانات خوفا على صحة الطلاب وأولياء الأمور. ولفت عضو مجلس النواب، إلى صعوبة السيطرة على انتشار الفيروس داخل اللجان، نتيجة عدم توفر المساحات والأعداد الكافية لتحقيق التباعد الاجتماعي، بجانب كثرة التجمعات الناتجة عن اختلاط الطلاب خلال فترة الراحة بعد الامتحان، فضلا عن تجمع أولياء الأمور خارج المدارس، وغيرها من المخالفات التي تساعد على انتشار الفيروس».
هل سنبهرهم؟
سيذهب فيروس كورونا إلى غير رجعة، وسنجد أنفسنا في مواجهة الحضارة مرة أخرى، سنعرف قيم الأشياء، ونقدر ما حرمنا منه من قبل، وسنحترم تراثنا الذي اشتاق له العالم في هذه الأيام الصعبة، تابع أحمد إبراهيم الشريف في «اليوم السابع»: «قرأت تقريراً في «اليوم السابع» بعنوان «ديلي ميل: الأهرامات أكثر الأماكن التي يفتقدها المسافرون حول العالم»، يقول مع عدم القدرة على السفر حول العالم والاستمتاع بأشهر المقاصد العالمية، بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا، لجأ محبو السفر إلى تطبيق أنستغرام للكشف عن أكثر مكان يشتاقون إلى زيارته مرة أخرى بعد انتهاء الإغلاق، مستخدمين هاشتاغ «خذني إلى هناك»، وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن الأهرامات تصدرت قائمة الأماكن التي زاروها ويرغبون في تكرار المغامرة مرة أخرى، لتتصدر مقاصد مثل بالي في إندونيسيا، وجزيرة سانتوريني في اليونان، وبرج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس. جميعنا يعرف معنى ذلك، معنى أن تكون أول ما يريده السائحون في العالم، لكن المعرفة وحدها لا تكفي، لابد من الاستفادة من هذه المعرفة، وتحويلها إلى فعل حقيقي يصب في مصلحتك. سينتهي فيروس كورونا ويعود السائحون إلينا مرة أخرى ويذهبون إلى منطقة الأهرام، فكيف سنتعامل معهم، وهل سنكون قد انتهينا من عملية التطوير التي تجري للمنطقة، هل سنبهرهم مرة وثانية وثالثة، وندفعهم للعودة مرة وثانية وثالثة، هذا ما يجب أن نعمل عليه بالفعل، وأتمنى أن تكون وزارة السياحة والآثار قد قرأت التقرير وقررت أن تستفيد منه».
وداعاً يا فارس
توفي الكاتب الصحافي رجائي الميرغني، أحد فرسان المهنة وسلطت «الوطن» على مراحل من حياته: «رحل عن عمر ناهز 72 عاما بسبب أزمة صحية صدرية، والكاتب الراحل شقيق الفنان ضياء الميرغني، متزوج بالكاتبة الصحافية خيرية شعلان.. شارك في حرب اكتوبر/تشرين الأول 1973 وقاتل ضمن صفوف اللواء 16 مشاة معركة «المزرعة الصينية» بالدفرسوار، التي تكبّد فيها العدو خسائر فادحة في الارواح والمعدات، واصيب بشظية مدفعية خلال المعركة. قاد مع زملائه في الوكالة حملة رفض الحاق الوكالة بوزارة الاعلام عام 1984، وانتهت باعلان الحكومة تخليها عن المخطط. عمل مديرا لمكتب وكالة انباء الشرق الاوسط في العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الفترة من 1988 ـ 1992 ارتبط بالعمل النقابي منذ عام 1980، وشارك في مختلف معارك الدفاع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة. فاز بعضوية مجلس النقابة للمرة الاولي خلال دورة 1995 ـ 1999، وتميز بإسهامه الفكري والقانوني في التصدي لقانون اغتيال حرية الصحافة «93» لسنة 1995. أسهم ضمن لجنة صحافية قانونية ضمت الاساتذة احمد نبيل الهلالي، والمستشار سعيد الجمل، والدكتور نور فرحات وحسين عبدالرازق ومجدي مهنا، في صياغة واعداد مشروع قانون الصحافة، في مواجهة مشروع القانون الحكومي، ابان ازمة القانون 93. شارك في صياغة مشروع ميثاق الشرف الصحافي الذي اقرته الجمعية العمومية في يونيو/حزيران 1996. تولى مسؤولية الحفاظ على تراث النقابة من الدوريات والكتب القديمة، اسهم في تطوير اجراءات القيد، واعتماد معايير موضوعية للعضوية. شارك في لجنة الاشراف على انشاء واستلام مبنى النقابة الجديدة، وتحديث النظام الاداري والخدمات المقدمة للاعضاء. اسهم في اعمال اللجنة المكلفة باعداد مشروع قانون الغاء العقوبات السالبة للحرية في جرائم النشر. اختير امينا عاما مساعدا للجنة الدائمة للحريات في اتحاد الصحافيين العرب عام 2001».
ماله وما عليه
رأى عبد الغني عجاج في «المشهد»: «أن مسلسل «الاختيار» نجح في إلقاء الضوء على بعض الجوانب وأغفل جوانب أخرى لم يتطرق لها… استشهد الكاتب بأن المسلسل أبرز الفهم الخاطئ للدين، كسبب من أسباب التطرف والإرهاب، وظهور التكفيريين، ولكن المسلسل لم يتطرق إلى البعد الاجتماعي والاقتصادي للإرهاب.. ولم يتطرق للظلم والفساد والواسطة، كعوامل مساعدة في الابتعاد عن جادة الطريق. المسلسل لم يتطرق إلى أحوال أبناء سيناء ومشكلاتهم الحقيقية مثل، حق التملك والتنمية وفرص العمل، وهنا لابد أن أحيي إشادة المسلسل بدور أبناء سيناء في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973. اعترف الكاتب، بأن الحلقة 28 فجّرت دموع عيون القلب ويقول، جعلتني أطرح بعض الأسئلة مثلا: لماذا لم يتم وضع حواجز إسمنتية أمام مقر كمين البرث كتلك التي نراها أمام كل المباني المهمة في القاهرة، وأمام كل السفارات.. ألم تكن تلك الحواجز كفيلة بإعاقة وصول سيارات الإرهابيين المفخخة للكمين؟ تساءلت ألا يوجد حل للعبوات الناسفة المسؤولة عن استشهاد معظم أبطالنا؟ ألا يمكن استخدام روبوتات لتمشيط الطرق والمدقات قبل استخدامها من قبل قواتنا؟ ألا يمكن استخدام الطائرات المسيرة كمحطات إنذار مبكر للتحذير من تلك العبوات الناسفة والألغام؟ أسئلة هدفها الوحيد الحفاظ على أبطالنا الجنود والضباط وصف الضباط».
لا تهدروا أحلامهم
أعلنت موسكو أنها مصدومة من المواجهات ضد الأمريكيين من أصل افريقي.. وأعلن الاتحاد الأوروبي أيضاً أنه مصدوم، وبدوره أعلن محمد أمين في «المصري اليوم» أنه مصدوم لأن الاتحاد الافريقي لم ينطق بكلمة، مع أن قارات الدنيا تنتفض ضد العنصرية.. السؤال: أين الصوت الافريقي في الأزمة الحالية ضد العنصرية التي تطل برأسها كل عام؟ تابع الكاتب: من يطالب بحق جورج فلويد، إن لم يفعل الاتحاد الافريقي؟ لقد تحركت هونغ كونغ وأستراليا وأوروبا، وخرجت المظاهرات في فرنسا وإنكلترا وكل المدن الأمريكية، ولم تخرج مظاهرة رمزية واحدة في بلاد افريقيا.. لا نريد تكسير المحال ولا نهب المولات، ولكن نطالب بوقفة رمزية تضامنية مع الشعوب الحرة من أجل المساواة.. هل هذا كثير؟ وهل هذا صعب؟ لقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات واسعة على مقتل الشاب الأمريكي من أصول افريقية، جورج فلويد، بينما افريقيا نفسها لا تهتم، ولا تشارك، وإنما تتفرج. كانت فرصة افريقيا أن يكون لها صوت دائم في مجلس الأمن.. وكانت فرصة ليكون لها وجودها المحترم على خريطة العالم.. لقد صبرت افريقيا طويلا على نهب ثرواتها واستعمارها.. واليوم تصبر على دهس أبنائها في أمريكا للمرة المئة.. فماذا تنتظر افريقيا حتى يكون لها كيان على مستوى العالم.. ما الذي يجعل قادة افريقيا يعيشون حالة صمت رهيبة هكذا؟ أليس خروج الملايين حول العالم اختبار قوة؟ أليس فرصة للحصول على مكاسب إنسانية، بينما هذا العالم يهتم بحقوق الحيوان ولا يهتم بحقوق الإنسان من أصل افريقى؟ كان الاتحاد الافريقي يمكن أن يعبر عن صدمته مما جرى، مثل الاتحاد الأوروبي، على الأقل.. ولا يحمله ذلك أدني مسؤولية.. فلماذا لم يفعل؟ هل الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) أهم من الاتحاد الافريقي؟هل قادة افريقيا يخافون على مناصبهم أن تزول؟
انهيارها وارد
اهتم جميل مطر بما يحدث في أمريكا وعلاقة واشنطن بالصين في «الشروق»: «أسمع هذه الأيام عتابا لأمريكا من أصدقاء لها وحلفاء لم أسمع مثله منذ أيام الحرب الباردة، وأسمع انتقادات أعنف من كل ما سمعت من قادة وصناع رأي قابلتهم على امتداد فترات عملي وتنقلاتي في الشرق والغرب. أستمع على وجه الخصوص إلى ما يقوله الصينيون. أسمع وأتفهم ولكنني أقلق. بعض الانتقادات المتبادلة بين الأمريكيين والصينيين خرجت عن حدود مألوفة، لتنقل سباق القمة إلى مستوى شائك. بلغني من أصدقاء أمريكيين أنهم خلال اتصالات جرت هذا الأسبوع مع مسؤولين صينيين كبار اشتموا رائحة الشعور بالإهانة. عاد الصينيون حكومة وشعبا يسمعون في تصريحات مسؤولين أمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس ترامب مفردات خطاب هيمنة. هي المفردات نفسها التي سبق أن أفرط في استخدامها المبعوثون الإنكليز في القرن التاسع عشر. وقتها كانوا يعدون لإدارة معارك دبلوماسية متناثرة بغرض إذلال الإمبراطورية الصينية، ودعك أنفها تمهيدا لشن حرب الأفيون. أعرف كم هي محفورة تفاصيل تلك الأيام في الذاكرة الصينية. واعترف الكاتب بأن الصين بوسعها أن تقف أمام دول العالم النامي منتصبة القوام تزهو بحسن إدارتها لأزمة الصين مع فيروس كورونا. لن يخلو الزهو من فجوات وقصور وأخطاء شابت تصرفات حكومة مقاطعة ووهان وقيادة الحزب الشيوعي الصيني خلال الأسابيع الأولي من الأزمة. أخشي استباق نتيجة السباق بتكرار الحديث عن انجراف في قلب المعسكر الغربي، بل في أمريكا نفسها، نحو شعبويات قومية وعنصرية وميل متزايد نحو الانبهار بكفاءة الأداء، في ظل الحكم السلطوي، الأمر الذي يهدد أسس الديمقراطية الغربية. وأشار مطر إلى أن أمريكا في خطر، لأن التجديد لم يمس منذ زمن غالبية مكوناتها. أمريكا، من وجهة نظر مراقب خارجي، صارت دولة قابلة للكسر، وما ترامب بصراخه وسلاسل كذبه ولغات جسده وخروجه المتعمد عن المألوف في تقاليد الحكم سوى مؤشر على شروخ في البني الأمريكية. أخاف على سلام العالم من رجل فقد اتزانه في لحظة أزمة، فوقف على باب كنيسة يستجدي العطف».
حرية وهمية
نبقى مع ما يجري في أمريكا إذ ذكرتنا مي عزام في «المصري اليوم» بتمثال الحرية العملاق القابع عند مدخل ميناء نيويورك، كان أول معلم يراه المهاجرون، كان إيقونة تجسد الحلم الأمريكي الذي يراود كل المهاجرين الباحثين عن الحرية، والفرصة والثراء في بلد الأحلام، هذا المعلم السياحي المهم يفقد بريقه نتيجة التصرفات العنصرية تجاه السود، خاصة من الشرطة الأمريكية، وكذلك غطرسة أمريكا التي تتبعها في سياستها الخارجية، والتي يعبر عنها صراحة ترامب. في الفيلم الوثائقي «أصبحت» الذي أذيع في مارس/آذار الماضي، تروي ميشيل أوباما (56 سنة)، زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عبر اللقاءات التي أجريت معها، من خلال تنقلها بين 36 مدينة أمريكية للترويج لكتابها، الذي يحمل العنوان نفسه، الكثير من ذكريات طفولتها وصباها، وكيف عانت أثناء دراستها من التفرقة العنصرية، وكيف حاول البعض أن يقلل من شأنها ويقف حائلا بينها وبين الالتحاق بجامعة برينستون، ولكنها لم تلتفت إلى المعوقات، واستكملت دراستها في هارفارد، وتحدثت عن علاقتها بأوباما، ومساندتها له في حملته الأولى في 2008، واستقبال الإعلام لهما، ومحاولة البعض النيل منهما بسبب العنصرية، حتى روجوا عنها وصف «الغاضبة» للتقليل من شعبيتها، وكيف أثر ذلك فيها، حتى توقفت تماما عن الحديث بحرية وتلقائية خلال المؤتمرات الانتخابية، وأصبحت مقيدة بما يُكتب لها وتقرؤه من خلال شاشة التلقين، وتحدثت ميشيل عن تأثير الضغوط والظلم على سلوكك وروحك، وهو ما حدث معها طوال فترة تواجدها في البيت الأبيض. وقالت إنها في يوم تنصيب أوباما كأول رئيس أمريكي أسود سألت نفسها:هل الناس مستعدون لذلك؟ هل الناس مستعدون لمحو التمييز والعنصرية وقبول الآخر؟».
نقلا عن القدس العربي