ليست ببعيد عن الذاكرة مجزرة الإبادة الجماعية في يوليو 1995م في حرب البوسنة و الهرسك التي راح ضحيتها 8 آلاف قتيل، حيث قامت القوات الصربية بعزل الذكور من عمر 14 – 50 عام و قتلهم ودفنهم بمقابر جماعية في عملية تطهير ممنهج ضد المسلمين.
ولم تتعدى المواقف الدولية أكثر من الانتقادات و التصريحات و المؤتمرات، وأصبحت المجزرة ذكرى يتسارع السياسيون للحديث عنها و وصفها أنها عار على جبين الإنسانية.
حلب تباد
في يوليو من العام الحالي أطبقت قوات النظام السوري بدعم من الميليشيات الإيرانية وعناصر حزب الله و الطيران الروسي الحصار على أحياء حلب بعد السيطرة على طريق الكاستيلو، وحاولت فصائل الثوار فتح معركتين لفك الحصار لكن دون جدوى وذلك بعد تخاذل عدد من الفصائل لأسباب معلومة و غير معلنة، وجرت مفاوضات بالفترة الأخيرة لخروج فصائل الثوار من الأحياء المحاصرة لكنها تعثرت من دون ورود تفاصيل دقيقة عن سبب فشلها.
أكثر من 150 ألف مدني محاصر وحوالي 5000 مصاب في ظل غياب أي نقطة طبية بعد استهدافها من الطيران و القذائف الصاروخية، وسط مناشدات من قبل الأهالي ومنظمات المجتمع المدني لكل العالم و المؤسسات الحقوقية و المعنية بهذا الأمر التحرك لوقف مذبحة وشيكة ينفذها النظام و برعاية روسية، ومايؤكد ذلك 8 يوليو من العام 2015 استخدام روسيا حق الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يصف مذبحة سربرنيتسا بالإبادة الجماعية.
وفي 5 ديسمبر 2016 استخدمت روسيا حق الفيتو مجددا ضد مشروع القرار لهدنة إنسانية في حلب وهي المرة السادسة التي تستخدم حق النقد لدعم الأسد منذ بداية الثورة السورية.
المركز الصحفي السوري – محمد العلي