“سوريا بخير” تلك الكلمة التي أصبحت شعارا يرددها المؤيدون للنظام السوري بعد أن قالها “بشار الأسد” في إحدى خطاباته، وما زال هذا الوهم مستمرا، يعيشه النظام بكل مؤسساته رغم كل ما تمر به البلاد، وأيضا مازال إعلام النظام من حين لآخر يتحدث كما أن أمور البلد تسير بشكل جيد، وأن الأزمة السورية لم تؤثر إلا قليلا على الوضع العام للبلد، ذلك لأن إعلام النظام معروف بانفصاله عن الواقع انفصالا تاما.
نشرت جريدة الوطن مقالا بعنوان: “الطب السوري بخير … «أطباء سورية» تتحدث عن استشهاد 83 طبيباً خلال الأزمة” من العنوان نعرف مدى انفصال النظام السوري عن الواقع المعيش! وذلك أن نقيب الأطباء لدى النظام “عبد القادر حسن” قال إنه “في بداية الأزمة كان هناك استهداف منهجي للأطباء لزرع الرعب فيهم ثم دفعهم لمغادرة البلاد وإفراغها من الأطباء.. وأن معظم المنشآت الطبية سواء التابعة لوزارة الصحة أم التعليم العالي لا تعاني نقصاً في الكوادر الطبية ” إلا أن الأمم المتحدة قالت حسب تقرير نشره موقع الجزيرة نت: “إن أكثر من سبعمئة طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة قبل خمس سنوات” والأعداد الفعلية أكثر بكثير وتتجاوز العدد المذكور.
بالإضافة إلى ذلك، حملت منظمة “أطباء لحقوق الانسان” في تقرير سابق قوات النظام مسؤولية مقتل أكثر من 600 طبيب وعامل في المجال الطبي في عمليات قصف وقنص وتعذيب خلال النزاع المستمر منذ أربع سنوات” وهذا ما يعتبر دليلا آخر على عدم اعتراف النظام بالأعداد الحقيقية للأطباء المتضررين من الأزمة.
كما أن سياسية الاعتقالات المتبعة ضد الأطباء والتعذيب الممنهج لهم في المعتقلات، جعلت كثيرا منهم يؤثرون السفر والهجرة على المكوث في ظل الخوف والرعب من الملاحقات الأمنية، يقول الدكتور” محمد” من محافظة حلب: ” كنا خمسة أطباء مقيمين معا.. اعتقل اثنان منا.. وطلب ثلاثة للتحقيق وكنت من بينهم فأسرعت للخروج من سوريا قبل موعد التحقيق؛ فالداخل إلى الفروع الأمنية خارج بكفنه”.
في المحصلة استهداف متكرر للأطباء وهجرة كثير منهم، وكثير من المناطق تعاني قلة في الكوادر والمراكز الطبية، والشاهد لدينا هو استشهاد آخر طبيب أطفال في ريف حلب الطبيب “محمد وسيم معاذ”، الذي قتل إلى جانب 19 شخصا آخر في قصف على مستشفى “القدس” الميداني، من بينهم طاقم الإسعاف، وقصف مستمر وممنهج على مشافي عدة تم استهدافها على مر السنوات السابقة، جاء آخرها استهداف المركز الطبي في “جيرود” وإصابة كادره الطبي، كل هذا.. و”الطب السوري بخير” فكيف سيكون إن لم يكن بخير؟
المركز الصحفي السوري- آية رضوان