تدور الدائرة الاقتصادية على رب الأسرة في الشمال السوري في كل خريف، فيخرج من تأمين المؤن الغذائية ” المكدوس والألبان والقديد” ليدخل في دوامتي قراطيس المدارس ودفء الشتاء، وهذا ليس بجديد، ولكن المستجد الركود الاقتصادي والفقر الذي يجتاح البلاد.
بطالة وضعف رواتب وركود شغل:
الحرب التي دارت رحاها على أرباب الأسر السورية أفقدت نسبة كثيرة من العائلات معيلها، والنزوح الذي أجبر الناس على ترك مصادر رزقهم من أراضي وغيرها، وحشرهم في مساحة ضيقة نسبياً، لتكون سوق عمل يؤنس فقر الجميع، هذا وغيره ما أنهك الجيوب السورية في الشمال، لتأمين مستلزمات الشتاء من تدفئة ولباس، وخاصة بعد انقطاع نسبة كبيرة من الدعم في قطاعات الإغاثة والتربية ومؤسسات الأمن الجيش والشرطة التي تشكل النسبة الكبيرة من موظفي الشمال.
أسواق البالة:
كل هذه الأسباب وغيرها أجبرت السوريين على التقنين في كل مجالات الحياة، فاستعاضوا بلباس الثياب المستعملة عن الجديد.
يقول “أبو محمود”، صاحب شركة استيراد ألبسة أوربية “في مدينة إدلب هناك صالات كبيرة وسوق كامل مخصص لألبسة البالة، وكما انتشرت في كل أسواق الشمال، فلا تخلو قرية أو منطقة أو مخيم من محلات دون الأسواق الأسبوعية والباعة الجوالين.
كانت المهنة قديماً قبل الحرب تستقطب الناس التي تبحث عن اللباس المميز, وكانت البضائع أوربية وأمريكية من النوع السوبر”كريم”، حيث سعرها أغلا من الجديد، أما اليوم نستورد بضائع كورية وخليجية وصينية وتركية وأوربية نوع ثاني، لتناسب دخل المشتري، والسوق والقطع الممتازة ما زال لها زبائنها، ولكن تقتصر على الميسورين من الناس، وهم قلة في المجتمع بعد الحرب.
فروقات أسعار ونوعية:
من خلال المقارنة بين عدة أسواق “مارع شمال حلب، أطمة شمال إدلب” و أسعار الألبسة الجديدة والمستعملة كانت الأسعار وسطياً:
جاكيت جلد ممتاز جديد 50 دولار أمريكي بالة ممتاز7 دولارات
وجاكيت كتان جديد 28، بالة ممتاز6 دولارات
وجاكيت أطفال ممتاز جديد 25 ، بالة 4 دولارات
وبنطال جنز وكتان جديد ممتاز 18، بالة 4 دولارات
وكلابية رجالي جديد 20 دولار أمريكي، بالة ممتاز 6 دولارات
ويقول السيد “محمد الخطيب” صاحب محل ألبسة رجالي شمال إدلب”كل جديد إلو رهجة” صحيح هناك فروقات أسعار وأسواق البالة أثرت على أسواق الجديد، بسبب الفقر والغلاء العالمي، فغلاء القطعة من المصدر وليس من المحلات كما يتوهم الزبون، ولكن مازال لأسواق الجديد روادها، فهناك مناسبات لا تستطيع أن تلبس إلا الجديد مثل الأعراس وغيرها.
أما “عمر أبو عبدو” تاجر بالة جملة ومفرق في مدينة “مارع” فيقول “إقبال الناس على البالة موسمي شتوي أكثر من كل الأوقات وكان يجب أن تصل بضاعة أفضل بكثير لولا بعض العقبات التي رفعت الأسعار قليلاً وحدّت من جودة البضاعة”.
العقبات:
ويردف منعت الدولة التركية مرور الكثير من أنواع البالة الأوربية من أراضيها، ويعتقد التجار لتسويق البضاعة التركية في الشمال السوري، مما اضطر البعض للاستيراد عن طريق العراق، والاستعاضة ببضاعة من غير مصادر مما رفع تكلفة القطعة وقلل من جودتها.
مع اقتراب الشتاء..عوائل المخيمات لا تستطيع تأمين مواد التدفئة شمال غرب سوريا
ومن مساوئ البالة، أن أغلبها تخدم الرجالي والأطفال، أما النساء فاختلاف الذوق والمعايير الدينية والاجتماعية، فلا نقدم للنسائي سوى الكنزة، مما يرهق الفقراء بشراء الجديد.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/444799267093140
ولكن من جديد، استطعنا تأمين “بالة خليجي” كانت فرحة للأرياف خصوصاً، ففيها الشماخ والكلابية الرجالي والمانطو والعباية النسائية.
عادل الأحمد / تقرير اقتصادي