يعاني السكان في مخيمات الشمال منذ نزوحهم في فصل الشتاء وهطول الأمطار معاناة شديدة بسبب سكنهم في خيام مهترئة لا تقيهم برودة الطقس ورياح العواصف وأمطارها الغزيرة.
مما يعمق أزمة النازحين ويدفعهم للبحث عن سبل للتدفئة بسبب الأوضاع الكارثية لسوء السكن في الخيام وما يتبعها من برد وطين وأمراض مختلفة.
وإثر التصعيد العسكري الذي مارسته قوات النظام وحليفتها روسيا خلال الفترة الماضية نزح المئات من قراهم وبلداتهم فاتخذ بعضهم من حقول الزيتون ملجأ لهم، أو التحقوا بالمخيمات والمناطق المحادية لتركيا.
ما يزيد حجم الكارثة والضغط للبحث عن سبل بديلة للتدفئة كاستخدام الحطب والبيرين المنتج من بقايا الزيتون أو الفحم رغم كلفتها لكنها تعتبر أقل كلفة من المازوت.
تقول “سمر عبد القادر” وهي ممرضة تعمل في مركز طبي في بلدة أطمة الحدودية إن معظم الأهالي يستخدمون البلاستيك والنايلون وبقايا الألبسة القديمة للتدفئة ما يتنتج عنه دخان و روائح تؤثر على الأطفال ومرضى الجهاز التنفسي”.
وتضيف الممرضة سمر “في فصل الشتاء يتوافد إلى المركز العشرات من الحالات المرضية المصابة بالجهاز التنفسي غالبيتها من الأطفال الصغار بسبب استخدام وسائل تدفئة ضارة وما ينتج عنه من روائح وغازات سامة يتم علاجها بالأدوية المناسبة وتقديم العلاج اللازم لهم قدر الإمكان.
وما زاد في مأساة النزوح قلة فرص العمل والغلاء المستمر لكافة المواد وخاصة مواد التدفئة بالإضافة إلى انتشار وباء كورونا ما دفع بعض المعامل والمنشآت إلى التوقف عن العمل وبالتالي فقدان الكثير من العمال موارد رزقهم.
وحاجة السكان الضرورية لتأمين مواد التدفئة باتت شبه مستحيلة في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار المحروقات وباقي مواد التدفئة خاصة أنهم يسكنون في خيام قماشية بعضها مغطاة بـ”الجادر” لا تحمي أجسادهم من قساوة الشتاء وبرودته.
يشكو “مهند العلي “نازح من ريف معرة النعمان يقيم في مخيم الإحسان في عقربات على الحدود السورية التركية الوضع الإنساني والظروف المعيشية القاسية وصعوبة تأمين الحطب أو المازوت لتأمين الدفء لعائلته.
يسكن خيمة تتعرض لغمر المياه والطين وربما سقوطها بسبب العواصف، وما يزيد همومه ويثقل كاهله الأجر القليل الذي يتقاضاه في عمله في ظل قلة فرص العمل بسبب الاكتظاظ السكاني وشح المساعدات الإنسانية وغلاء الأسعار وعدم اهتمام الجهات المختصة في تأمين المستلزمات الرئيسية لقاطني المخيمات.
كما يطالب مهند العلي المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بأمر النازحين والمهجرين قسريا النظر في أوضاع هؤلاء السكان وتقديم الحاجات الضرورية لهم من مواد غذائية ومواد تدفئة وتأمين منازل إسمنتية ولو بأقل التكاليف تحميهم من صقيع الشتاء وبرودته وما يلحق بأطفالهم من أمراض مزمنة.
وكانت أسعار المحروقات قد ارتفعت عدة مرات خاصة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة كبيرة تفوق القدرة الشرائية المتدنية ما يزيد الأعباء والمعاناة لدى السكان في الشمال السوري في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وأجور العمل القليلة.
قصة خبرية: خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع