ردَّت قواتٌ موالية للنظام السوري على الهجمات التي قام بها تنظيم «الدولة
الإسلامية» في السويداء، بإعدام أحد أمراء التنظيم شنقاً، في ساحة المشنقة الأثرية وسط المدينة، بحضور المئات من المدنيين.
وتزداد حدة التوتر في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، التي يدير شؤونها شيوخ الطائفة أو «رجال الكرامة»، وذلك بعد أسبوعين على وقوع ثلاثة تفجيرات هي الأعنف في تاريخ المدينة، نفَّذها انتحاريون من التنظيم بأحزمة ناسفة، مما أوقع مئات القتلى والجرحى، ترافقت مع هجوم عسكري قاده عناصر التنظيم المتشدد على القرى المجاورة، وخطف وقتها 30 شخصاً من قرية الشبكي، بينهم نساء وأطفال، ليقوم بعدها بإعدام شاب درزي عمره 19 عاماً من بين الرهائن.
الإعدام جاء بقرار شعبي
ولفت خالد من السويداء إلى أن مدينة السويداء شهدت يوم أمس إعدام أحد قادة التنظيم على يد قوات تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي الموالية للنظام، وأضاف لـ «عربي بوست» أن معظم الذين شاهدوا عملية الإعدام كانوا راضين عن ذلك، بعد الهجمات المتكرِّرة على المدينة وقتل أحد الرهائن.
فيما أعلن الحزب في بيان له، أنه «أعدم عنصر داعش الذي قام بتنفيذ هجوم يوم أمس على أحد مقرات الحزب»، وقال قائد الحزب في السويداء باسم رضوان، إن عملية الإعدام جاءت بـ «قرار شعبي تم اتخاذه».
محاولة لكسب تأييد أهالي المدينة وإبعادهم عن السيطرة
بعد ظهور شريط مسجل لعنصر التنظيم الذي تم إعدامه، كشف ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، أن مَن تم إعدامه هو أحد أمراء التنظيم في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، ويدعى أبوتميم الجاعوني، وهو الذي تم إلقاء القبض عليه في المعارك هناك على يد قوات الفرقة الرابعة، فيما تبقى عملية وصوله إلى أيدي قوات الحزب مجهولة.
وأكد خالد من السويداء أن النظام لاقى معاملة سيئة من قبل أهالي المدينة في الآونة الأخيرة، ولم يقبلوا وجود مسؤولي النظام في الجنازات، وأشار إلى أن ذلك «وضع المدينة على كف عفريت»، وخاصة أن السكان يتّبعون توصية «شيوخ الكرامة» الذين يعتقدون أن النظام هو الذي دبر تلك الأحداث.
وأضاف أن النظام «يحاول كسب تأييد الشارع له»، مشيراً إلى أنه اتَّخذ خطوات أخرى «لهذا الغرض»، وهي القيام بالمفاوضات مع التنظيم لإعادة المخطوفين، إضافة إلى تكليف القوات التابعة للحزب القومي بالمشاركة في الدفاع عن المدينة.
من هو الجاعوني؟
أبو محمد، من مدينة إنخل في درعا، أوضح لـ «عربي بوست» أن عنصر التنظيم المعدم سوري الجنسية من محافظة درعا، ويدعى جمال حميد الجاعوني، ولفت إلى أنه كان أحد أمراء التنظيم ويدير العلاقات العامة فيه.
وأضاف أنه كان مقرباً من أبوعلي البريدي، الملقب بـ «الخال»، وأحد أقارب محمد الجاعوني، وهما من بين المؤسسين لكتائب خالد بن الوليد المبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية، في حوض اليرموك، الملاصق للأراضي الإسرائيلية، وكانا قد لقيا مصرعهما في عملية قامت بها المعارضة السورية عام 2015، وفجرت سيارتهما برفقة عدد من عناصر التنظيم.
مواجهة مباشرة
قبل حدوث التفجيرات في 25 يوليو/تموز الماضي، أصدرت حركة رجال الكرامة بياناً عقب اجتماع جرى بينها وبين مسؤولين روس ومن النظام، قالت فيه إن «أي اعتداء على أي شاب من شباب الجبل هو إعلان للحرب، التي كنا وما زلنا أهلاً لها».
هذا الإعلان فتح باباً من الشكوك حول المفاوضات التي دارت بين الطرفين، وخاصة أن رجال الطائفة الدرزية يرفضون إرسال أبنائهم للالتحاق بالجيش السوري، كما يعملون على إدارة المدينة بأنفسهم، وهو الأمر الذي يحاول النظام وقفه وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، بعد تقدمه عسكرياً واسترداده مناطق واسعة من المعارضة المسلحة.
وكانت حركة رجال الكرامة قد تأسست في عام 2012 على يد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، ومهمتها الأساسية حماية السكان الدروز في السويداء من أي هجوم أو جهة، وتقف موقف الحياد في الأزمة السورية، فهي لا تصنف نفسها على أنها معارضة ولا مؤيدة.
وتخضع الحركة لقيادتين من المراجع الدينية، هما الشيخ أبوعدنان ركان الأطرش، والشيخ أبوحسن يحيى الحجار، وهما يجمعان ما بين الشؤون الدينية والعسكرية للحركة.
هافينغتون عربي