خمس سنوات من الحرب والدمار والهلاك. منذ اندلاع شرارة الثورة تزداد مآسي السوريين يوماً بعد يوم ومع إشراقة شمس كل يوم تفقد سورية فلذات أكبادها، فمنهم من يغيب في ظلمات السجون ومنهم يختاره الله إلى جواره ليسكنه فسيح جنانه.
مع إشراقة كل يوم يهجر الآلاف من ديارهم ويبعدون عن مسقط رأسهم عنوة وقسرا إشباعا لتعطش الأسد إلى الدماء. فيولد طفل سوري في معتقل وزنزانة بعيدا عن أبيه فتكبر معاناته يوما بعد يوم ومنهم من يقبر تحت ركام الأبنية المهدمة ، شردت الملايين من منازلهم وقتل آلاف من الأبرياء ويتمت الأطفال ورملت النساء طاف السوريون أصقاع الأرض وداروا مشارق الأرض ومغاربها واجتازوا البحار والمحيطات هرباً من طائرات الغدر الروسية والأسدية.
حياة يومية تلاحقها المخاطر والمصاعب من كل جهة وجانب, خلقت الكثير من المشاكل في نفوس السوريين, فأصبح المواطن السوري بين فكي كماشة, انتظار الموت الذي لا يدري بأي شكل من الأشكال يأتيه , أو النزوح والهجرة وما يرافقها من إذلال قهر وتشرد. للنزوح طعم مر لا يتذوقه , ولا يحس به إلا من جربه وعاشه. ولكل تغريبة قصة ولكل قصة ألم.. “سوريا “مأساة أدميت القلوب لها رغم كل الصعوبات والمعوقات التي يعاني منها الشعب السوري سواء كان في الداخل أم الخارج السوري هناك العديد من المعوقات التي يعاني منها المواطنون السوريون في الداخل سواء كان من قصف طائرات النظام والنزوح من منازلهم وارتفاع مستوى المعيشة وأجار المنازل المرتفعة والاستغلال الذي يتعرضون له من قبل المهربين والكذب والسلب على الطرقات، هذا ناهيك عن التشرد الذي يتعرضون له في المخيمات.
أما في الخارج هنا المصيبة العظمى عندما يصل الإنسان إلى بر الأمان على حد زعمه ينصدم بالكثير من المشكلات أولها استغلال أجار المنازل والسكن الشبابي الذي يقطن به الشاب السوري ومصاعب ومتاعب العمل وانخفاض آجار العمال. وهناك ظاهرة خطيرة هي ظاهرة تشغيل الأطفال التي لها آثار سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديا ونفسيا للقيام بها وهذا الأمر يضع أعباء ثقيلة على الطفل الذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته ، هذا هو حال الشعب السوري الذي تعود على تحمل أقسى أنواع الظلم من قتل وتشريد وتهجير واثقا بأنه سيأتي يوم تنتصر فيه كلمتهم لأن الظلم مهما طال فمصيره الزوال.
عبد الحميد دباك – المركز الصحفي السوري