اشتباكات لا تنتهي ومعارك دائرة مستمرة إلى متى والى أين؟
شعب يعاني ومرضى تفاقم وضعهم، وغلاء زاد عن حده المعتاد فهل من يسمع وهل من يرى وهل هناك من يجد الحل؟
في ظل المعارك الدائرة في حلب وريفها ما بين تنظيم الدولة وكتائب الثوار، مجددا تدفع المناطق المحررة الثمن غاليا ولكن في شكل أخر ليس كالعادة، ليس فقط قتل وتدمير ولكن زاد ذلك وتفاقم الوضع بشكل كبير.
فقد شهدت مدينة إدلب وأريافها انقطاعا كاملا في المحروقات، وخاصة المادة الأهم والأكثر احتياجا، في أصغر ثغرة في حياة المواطن السوري مادة المازوت التي توقف من أجلها الكثير من المراكز الصحية التي تعد الأهم في الأزمة السورية.
هذا وقد توقفت معظم المشافي الميدانية التي تزاحمت المرضى بها عن الكثير من خدماتها، التي تقتصر على وجود الكهرباء بشكل أساسي، واقتصر عملها على الإسعافات الأولية البدائية، التي أودت بحياة المرضى إلى خطر كبير يهدد حياة المصابين، جراء القصف العشوائي من طائرات وقذائف قوات النظام المتكررة بشكل مكثف على المناطق المحررة.
وقد توقفت معظم الأعمال المهمة لدى المواطنين في هذه المناطق، ليس هذا فقط بل أصبح الأمر خطير جداً حيث أصبح يهدد حياة الناس، فقد توقفت الآبار الارتوازية، عن ضخ مياه الشرب بسبب انقطاع المازوت فقد وصل سعر صهريج الماء إلى 2000 ليرة سورية وهذا وإن وجد.
كما توقف الكثير من الأفران عن أداء مخصصاتها اليومية، وارتفاع في سعر ربطة الخبز بسبب أجور النقل العالية، وحاجة الأفران للمادة المفقودة، مع كل هذا لم يجد الناس مكان أخر ليهربوا إليه حيث يجدوا فيه أصغر مقومات الحياة.
ومع هذه المعارك ودخول تجار الدم السوري الذي أثار غضب الناس والذي أدى بهم إلى معاناة كبيرة لا تنتهي، وقف سكان المناطق المحررة موقف الطفل الصغير العاجز، الذي لا يمكنه حل هذه المشاكل اليومية، التي هددت حياته وتهددها مع بداية كل يوم جديد.
ومن هذه المناطق يوجه الناس نداء استغاثة، لكل من بيده الأمر في حل هذه المشكلة الكبيرة، التي أدت إلى تفاقم الأزمة وخاصة في ظل الضربات المكثفة، التي يوجهها النظام وحلفائه للمنطقة منذ بداية تحرير محافظة إدلب إلى الآن.