تتواصل التجاوزات وعمليات استصدار قرارت شمال شرق سوريا، من شأنها حرمان الأهالي ملجأهم الوحيد، وسط ظروف قاهرة تمرّ على البلاد.
أفادت مصادر إعلامية محلية بالأمس، قيام بلدية الشعب، التابعة للإدارة الذاتية فجر أمس الأحد، بهدم وتجريف عشرات المنازل، بعد إعطاء أصحابها مهلة ربع ساعة فقط لمغادرة منازلهم لتبدأ عملية التجريف شمال دوار “حزيمة” في مدينة الرقة، بحجة عدم امتلاك أصحابها تراخيص بناء.
ولم يتمكن الأهالي من إفراغ منازلهم من كافة الأثاث ومقتناياته، نظراً لقصر المدة الممنوحة، وقد جرى تدمير المنازل دون أي إنذارٍ مسبق بالإخلاء تحت جنح الظلام.
بات الأهالي من أصحاب المنازل التي جرى إزالتها مشرّدين في العراء وسط البرد، دون توفير مراكز إيواء أو إشعارهم بالهدم مايعني حرمانهم من فرصة البحث عن مسكنٍ بديل.
وسادت حالة من التوتر والغضب الشعبي، مادفع الأهالي للخروج بالأمس في احتجاجات قطع المتظاهرون فيها الطرقات بالمدينة بالإطارات المشتعلة.
تهيمن مشاهد الركام والخراب على أحياء الرقة، رغم مرور سنوات على سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ظل إهمال جناحها السياسي متمثلاً بالإدارة الذاتية، لإزالة أنقاض معارك تحريرها وإعادة ترميم الأبنية المدمرة.
تمكنت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بالتحالف الدولي، عقب 4 أشهر من المعارك الطاحنة من دحر تنظيم الدولة داعش وبسط السيطرة على كامل مدينة الرقة في 17 تشرين الأول /أكتوبر عام 2017.
وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى 80٪ من مدينة الرقة قد تعرّض للتدمير نتيجة المعارك الطاحنة ضد التنظيم والتي شن خلالها طيران التحالف غارات جوية مكثفة.
الجدير بالذكر أن مدينة الرقة نتيجة نسبة الخراب والدمار الكبير، تشهد أزمة في السكن وغلاء الإيجارات والمنازل في ظل غلاء المعيشة.
وذكر ناشطون من المنطقة أن المنازل المخالفة التي جرى إزالتها بمدينة الرقة، قام بعض أصحابها بإنشائها عقب تدّمر منازلهم خلال الحملة ضد التنظيم وتشردهم.
واتهم بعض الأهالي، بحسب مصادر محلية، بلدية الشعب باتباع سياسة التمييز العنصري بحق المكون العربي، مؤكدين وجود عشرات المخالفات لعوائل كردية في أحياء الرقة.
رغم كل التبريرات التي قدمتها البلدية بأن المنازل تخالف التخطيط العمراني للمدينة وتعتدي على أراضٍ عامة، يبقى الإنسان الأولوية في ظل الظروف القاهرة التي تمر على البلاد.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري