منذ قرابة عامين اقتحمت قوات الاسد والميليشيات الشيعية الموالية لها عدد من مدن وبلدات جنوب دمشق حيث سقطت عدة بلدات بوتيرة متسارعة وتقلصت المساحة المحررة الى النصف تقريبا وفي تلك الفترة تم إطباق الحصار على ما تبقى من مدن وبلدات جنوب دمشق وقطع كافة طرق الإمداد وفقدان ما يقارب التعسين بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر رزق وعيش اساسي فمعظمهم يعمل في الزراعة .
تكيف السكان مع الأمر شيئا فشيئا ولجئوا الى عدة أساليب للتخفيف من وطأة الحصار الخانق ومنها زراعة اسطح المنازل, حيث يقوم عدد لا بأس به من السكان باستغلال هذه المساحات البسيطة من اجل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في ظل فقدان معظم المواد الأساسية في الأسواق ناهيك عن ارتفاع ثمنها بشكل جنوني وخصوصا الحبوب مثل “الأرز-البرغل-العدس-السكر” حيث وصلت في بعض الفترات إلى عشرات أضعاف ثمنها الحقيقي ومن المؤكد ان لا قدرة للمواطن على شراء المواد بهذه الأسعار في الأحوال الطبيعية ومستحيلاً في ظرف الحصار الحالي في ظل انتشار البطالة والفقر والتقصير الكبير من قبل الهيئات الداعمة والمؤسسات الإغاثية والخدمية التي غالبا لا تراعي ظروف المعيشة الصعبة عند تقديم الدعم أو المعونات الخجولة أساساً .
تعاني زراعة أسطح المنازل العديد من الصعوبات، أهمها انقطاع الماء والكهرباء حيث يضطر المزارع لحمل الماء يدويا لسقاية المزروعات بالإضافة للنقص في بعض أنواع البذور وقلة المردود الناتج عنها .
ويبقى الأمل السلاح الأقوى الذي يتمسك به سكان جنوب دمشق في مواجهة شبح الحصار الذي سقط بسببه العديد من الشهداء نتيجة الجوع الذي تنتهجه قوات الاسد كسلاح من أجل إخضاع الثوار بعد فشله في تحقيق مراده بالقوة العسكرية.
المصدر: اتحاد تنسيقيات الثورة